صحيفة الأيام – الزُبيدي: شعب الجنوب تحمّل المعاناة زمنًا طويلًا وقد نفد صبره

>

​شهدت العاصمة عدن، اليوم السبت، حفلًا خطابيًا وفنيًّا واستعراضيًّا احتفاءً بالذكرى السَّّابِعَة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وإعلان عدن التاريخي، وَذَلِكَ بحضور اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رَئِيس المجلس الانتقالي الجنوبي – عضو مجلس القيادة الرئاسي، وتحت شعار “الجنوب لِكُلِّ وَبِكُلِّ أبنائه”.

وَفِي الحفل الَّذِي حضره الفريق محمود الصبيحي، وَزِير الدفاع الأسبق، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، وعدد من وزراء حكومة المناصفة، ومحافظي المحافظات، والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، ومدير مكتب المبعوث الأممي بالعاصمة عدن، السيد إدوارد جاكسون، ألقى اللواء عيدروس الزُبيدي كلمة حيَّ فِي مستهلها الحضور وكافة شعب الجنوب بمناسبة الذكرى السَّّابِعَة، معبرًا عَنْ اعتزازه وفخره بنضال وصمود وسعي الشعب فِي سبيل استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة.

وَقَالَ اللواء الزُبيدي عَلَى إن “التفويض الَّذِي حملتمونا إيّاه فِي مثل هَذَا اليوم من العام 2017، لَمْ يكن تشريفًا، بَلْ تكليفًا شاقًّا وعسيرًا، فضلًا عَنْ كونه مسؤولية وطنية وتاريخية أَمَامَ الله ثُمَّ أَمَامَ شعب الجنوب وأجياله، لِتَحْقِيقِ شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن ورسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه فِي مرحلة نضال تحرري شاق وعسير، لذلك كَانَ نهجنا الحِوَار ثُمَّ الحِوَار المستمر ونتائج ذَلِكَ ماثلة أَمَامَ الجميع، وَلَنْ نتوقف مطلقًا، فالوطن لَنْ يستعاد ويبنى إلَّا بِكُلِّ أبنائه”.

وتطرق الرئيس عيدروس الزُبيدي، إِلَى أَنَّ “إعلان عدن التاريخي شَکَّّل تحولًا محوريًّا فِي مسار نضالات الشعب الجنوبي نَحْوَ بلوغ هدفه”، ذاكرًا الشهداء الأبرار اللَّذِينَ قدموا أرواحهم فِي مسار استعادة دولة الجنوب، مجددًا العهد بالمُضي عَلَى دربهم لِتَحْقِيقِ الأهداف الوَطَنِية، لافتًا بِأَنَّ المعاناة الَّتِي يكابدها الشعب فِي ظل تفاقم الأوضاع لَنْ تستمر، ومنوهًا بِعَدَمِ تجاهلها أَوْ الصمت عَنْهَا.

وَشَدَّدَ رَئِيس المجلس الانتقالي، عَلَى تعزيز وحدة الصف الجنوبي والشراكة الوَطَنِية الجنوبية دون استثناء، مثمنًا الدور المحوري للأشقاء فِي التحالف العربي، ومشيدًا بتضحيات وبسالة القوات المُسلحة الجنوبية فِي الدفاع عَنْ الجنوب وأبنائه، ومجددًا التأكيد لإنشاد السلام ومواصلة دعم الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلاله.

وَفِيمَا يلي تنشر “الأيام” نص كلمة اللواء عيدروس الزبيدي بذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وإعلان عدن التاريخي:

يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم فِي دَاخِل الوطن وخارجه يطيب لِي أن أحييكم أيها الشعب الثائر الصامد المناضل، وَأَن أعبر عَنْ اعتزازي وفخري بكم وبصمودكم ونضالكم والتفافكم الأسطوري حول قضيتكم وتفانيكم فِي الدفاع عَنْ حقكم الشرعي، وسعيكم الدؤوب لإنفاذ إرادتكم فِي سبيل تحقيق الهدف المنشود المتمثل فِي استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية الحرة المستقلة.

ونحن نحتفي بالذكرى السَّّابِعَة لإعلان عدن التاريخي فِي الـرابع من مايو 2017م، تِلْكَ اللحظة التاريخية الَّتِي شَکَّّلت تحولاّ محوريا فِي مسار نضالات شعبنا نَحْوَ بلوغ هدفه الأسمى، الَّذِي دفع فِي سبيل إنجازه الآلاف من خيرة أبنائه، فَإِنَّهُ لحري بنا اليوم أن نقف وقفة إجلال وإكبار أَمَامَ مَا قدمه أولئك الشهداء الأبرار اللَّذِينَ افتدوا بأرواحهم ودمائهم تربة هَذَا الوطن الغالي علينا جميعًا، وإنه لعهد قطعناه عَلَى أنفسنا أن نسير عَلَى دربهم حَتَّى استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة.

أيها الجنوبيون الأحرار لَقَدْ أتى إعلان عدن التاريخي فِي سياق أحداث ثورة شعب الجنوب التحررية العظيمة مُنْذُ صيف 1994م، ليمثل تجسيدًا نضاليًّا عَنْ استحقاقٍ تاريخي تأخرَ وتعثرَ كثيرًا طوالَ السنوات السابقة من عمر الثورة، بفعلِ فاعلٍ مستبدٍ بالجنوب، وجّه كل أدوات ووسائل طغيانه وفساده، لتمزيق اللحمة الوَطَنِية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني فِي مهده، وجميعنا يتذكر تِلْكَ المخططات الممنهجة الَّتِي دأب عَلَيْهَا نظام صنعاء مُنْذُ 1994م، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات الَّتِي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدَّوْلِي إِلَى هامشها، وَفِي مثل هَذَا اليوم أتى إعلان الرابع من مايو 2017 ليشكل تتويجًا لجهود عظيمة متراكمة بُذلت فِي سياق إنجاز استحقاق وحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب والمعبّر عَنْ أهداف ثورته.

يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم إن احتفالنا بِهَذِهِ المناسبة الفارقة فِي مسيرة ثورة شعبنا التحررية، يأتي فِي سياق ترسيخ الشعور الوطني لَدَى الأجيال بأهمية هَذَا الاستحقاق الوطني الَّذِي جاء كنتاج لجهدٍ وطني جماعي تراكمي، بُني عَلَى أساسه المجلس الانتقالي الجنوبي، ككيان قيادي وطني انتقالي للجنوب بحدوده الدولية المعروفة حَتَّى 21 من مايو 1990م وحامل ومعبر عَنْ قضيته الوَطَنِية وثورته الشعبية التحررية بمساريها السلمي والمقاوم، عَلَى قاعدة الجنوب لِكُلِّ وَبِكُلِّ أبنائه، شركاء فِي الوطن وَفِي تحمّل مسؤولية الدفاع عَنْ مكتسبات شعبنا وقضيته ومصالحه الاستراتيجية.

أيها الجنوبيين الأحرار إن التفويض الَّذِي حملتمونا إيّاه فِي مثل هَذَا اليوم من العام 2017، لَمْ يكن تشـريفًا، بَلْ تكليفًا شاقًا وعسيرًا، فضلًا عَنْ كونه مسؤولية وطنية وتاريخية أَمَامَ الله ثُمَّ أَمَامَ شعب الجنوب وأجياله، لِتَحْقِيقِ شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن ورسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه فِي مرحلة نضال تحرري شاق وعسير، لذلك كَانَ نهجنا الحِوَار ثُمَّ الحِوَار المستمر ونتائج ذَلِكَ ماثلة أَمَامَ الجميع، وَلَنْ نتوقف مطلقًا، فالوطن لَنْ يستعاد ويبنى إلَّا بِكُلِّ أبنائه.

سبع سنوات مضت مُنْذُ إعلان عدن التاريخي، قطعنا خلالها شوطًا کَبِيرًا فِي ترسيخ وجودنا داخليًا وإيصال صوت شعبنا إِلَى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، وعملنا بِكُلِّ تفانٍ وإخلاص عَلَى تعزيز حضور قضيتنا الوَطَنِية فِي المحافل الإقليمية والدولية، وسنعمل عَلَى مضاعفة جهودنا خِلَالَ الفترة القادمة عَلَى المستويين الوطني والخارجي حَتَّى الانتصار لقضية شعبنا واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.

يا أبناء شعبنا الحر الصامد: نُدرك حجم المعاناة الَّتِي تكابدونها فِي ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة وندرك بأنكم ترمون بالمسؤولية الأُوْلَى عَلَى المجلس الانتقالي بوصفه ممثلكم فِي السلطة القائمة وشريكًا فِيهَا، ونتفهم ذَلِكَ وندرك أبعاده وأبعاد من يحاول استغلال ذَلِكَ بسوء نية وكيد سياسي، وَلَكِن ثقوا بِأَنَّ ذَلِكَ لَنْ يستمر وَلَنْ نكون إلَّا معكم فِي كل حال ومآل، ولسنا صامتين أَوْ متجاهلين كَمَا يُروج لَهُ البعض أَوْ يُظن، وستثبت الأيام ذَلِكَ.

إِلَى رعاة السلام فِي الإقليم والعالم: إن الوضع فِي البلد لَمْ يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بَلْ يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لَا تقوي طرفا عَلَى آخر وَلَا تنتزع حق أحد أَوْ تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وَفِي طليعتها قضية شعب الجنوب.

إن شعبنا فِي الجنوب، الَّذِي تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قَد نفذ صبره، وَلَمْ يعد بوسعه التعاطي مَعَ أي مبادرات لَا تضع قضيته فِي طليعة جهود السلام، وإن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لَا يغفل جاهزيته لأي خيارات أُخْرَى، إن لزم الأمر.

إِلَى الأشقاء فِي التحالف العربي: لَقَدْ جاء تدخلكم إِلَى جانب أشقائكم فِي لحظة فارقة من تَارِيخ بلادنا، لحظة جسدتم فِيهَا أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد. نبادلكم الوفاء والعرفان نظير مَا قدمتموه من دعم وإسناد وتضحيات، فِي ملاحم بطولية امتزجت فِيهَا دماء شهدائنا وشهداءكم جنبًا إِلَى جنب، وسطرتم بموقفكم العروبي الأصيل مآثرٌ عظيمة ستظل حيّة فِي ذاكرة شعبنا والأمة العربية.

إن ذَلِكَ الانتصار الَّذِي تحقق بتضحيات واستبسال أبطال الجنوب والسعودية والإمارات والبحرين والسودان، قَد كفل تأمين أحد أهَمُ المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية فِي منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب منطقتنا إِلَى كابوس. ورغم ذَلِكَ فَإِنَّ التهديدات المحيطة بنا وبكم، تستوجب تأمين ذَلِكَ النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة.

إِلَى أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل: أنتم حماة الجنوب وحراس أمنه واستقراره والصخرة الصماء الَّتِي تتحطم عَلَيْهَا كل المؤامرات الَّتِي تستهدف شعبكم وقضيته الوَطَنِية العادلة، فاشمخوا برؤوسكم وارفعوها عاليًا، فَإِنَّ الوطن يستظل بظلال هاماتكم الشامخة والنصـر تصنعه سواعدكم السمراء وفوهات بنادقكم الَّتِي لَا تعرف الانكسار.

ختاما، نجدد التأكيد أننا دعاة سلام وسنواصل دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام فِي بلادنا والمنطقة، فمشـروعنا مشروع سلام ونهجنا الحِوَار والتسامح، ومثلما اتخذنا السلام نهجا، فلدينا الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات شعبنا ومصالحه الوَطَنِية، والانتصار لقضيته العادلة.

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *