اختلالات القطاع البنكي المغربي: تحديات وخفايا تعيق التنمية الاقتصادي

دابا ماروك

تواجه المؤسسات البنكية فِي المَغْرِب مجموعة من التحديات والعيوب الَّتِي تؤثر عَلَى تجربة الزبناء وَعَلَى فعالية النظام البنكي بِشَكْل عام. وَفِيمَا يلي أبرز هَذِهِ العيوب:

  1. التوزيع العشوائي للوكالات البنكية: لَقَدْ انتشرت الوكالات البنكية فِي الأحياء الشعبية بالدار البيضاء وَفِي باقي مدن المملكة بِشَكْل لافت، مِمَّا جعلها تتنافس مَعَ متاجر بيع الفواكه الجافة “الزريعة”. هَذَا الانتشار العشوائي أضر بسمعة البنوك وجعلها تبدو وكأنها تركز فَقَطْ عَلَى تحقيق الأرباح من دون مراعاة الجودة والخدمة الَّتِي تقدمها للعملاء.
  2. التمييز فِي التَعَامُل مَعَ الزبناء: هُنَاكَ تفاوت کَبِير فِي طريقة التَعَامُل مَعَ عموم المتعاملين، حَيْتُ يُفضل استقبال الزبناء من الطبقة الميسورة بترحاب شديد، بَيْنَمَا يُعامل المواطن العادي أَوْ الأجير بلغة أقل احتراماً وتقديراً. هَذَا التمييز يؤثر عَلَى ثقة الزبناء فِي المؤسسات البنكية ويقلل من شعورهم بالانتماء والأمان.
  3. الإجراءات البيروقراطية المعقدة: يعاني الزبناء من تعقيد الإجراءات البنكية وكثرة الوثائق المطلوبة لإنجاز أي معاملة. هَذِهِ البيروقراطية تعيق الحصول عَلَى الخدمات البنكية بسهولة وسرعة، مِمَّا يدفع الناس للبحث عَنْ بدائل أكثر مرونة.
  4. نقص فِي الشفافية: تعاني بعض البنوك من قلة الشفافية فِي تَقْدِيم المَعْلُومَات المتعلقة بالرسوم والفوائد والعروض البنكية، مِمَّا يجعل الزبناء غير مدركين بِشَكْل كامل لما يترتب عَلَيْهِمْ من تكاليف إضافية أَوْ شروط غير واضحة.
  5. ضعف الابتكار والتكنولوجيا: رغم التطور التكنولوجي العالمي، لَا تَزَالُ بعض البنوك فِي المَغْرِب متأخرة فِي تبني الحلول الرقمية والابتكارات التكنولوجية الَّتِي تسهل من تَقْدِيم الخدمات للزبناء. هَذَا الضعف يؤثر عَلَى قدرة الزبناء عَلَى الوصول إِلَى خدمات بنكية متطورة وسريعة.
  6. قلة التدريب والتأهيل للمستخدمين: يفتقر بعض مستخدمي البنوك إِلَى التداريب الكافية الَّتِي تؤهلهم لتقديم خدمات متميزة للزبناء. هَذَا النقص فِي التأهيل يؤدي إِلَى أخطاء فِي المعاملات وتأخر فِي إنجاز الطلبات ويزيد من حدة استياء المواطنين.
  7. ارتفاع الرسوم والفوائد: تعاني بعض البنوك من ارتفاع الرسوم والفوائد عَلَى القروض والخدمات البنكية، مِمَّا يثقل كاهل المواطنين وَخَاصَّةً الطبقة المتوسطة والمحدودة الدخل، ويحد من قدرتهم عَلَى الاستفادة من الخدمات البنكية بِشَكْل فعال.
  8. إلزامية فتح حساب بنكي: بدأت الدولة والمؤسسات العمومية تفرض عَلَى المتعاملين مَعَهَا فتح حساب بنكي لتلقي الرواتب أَوْ المعاملات المالية، مِمَّا يضع العديد من الأفراد أَمَامَ خيار إجباري، حَتَّى لو كانوا يفضلون التَعَامُل النقدي أَوْ لَا يثقون بالبنوك. هَذَا الإجراء يزيد من الضغط عَلَى الأفراد اللَّذِينَ قَد لَا يكون لَدَيْهِمْ الخبرة أَوْ الرغبة فِي التَعَامُل مَعَ النظام البنكي.

الختام

إن تحسين أداء المؤسسات البنكية فِي المَغْرِب يتطلب جهداً مشتركاً بَيْنَ الحكومة وبنك المَغْرِب والبنوك نفسها لتبني سياسات أكثر شفافية وعدالة، وتطوير خدماتها بِمَا يتماشى مَعَ احتياجات الزبناء وتطلعاتهم. كَمَا يَجِبُ عَلَى البنوك الاستثمار فِي تدريب موظفيها وتبني التكنولوجيا الحديثة لِتَحْسِينِ جودة الخدمات المقدمة. تحقيق هَذِهِ الأهداف سيعزز من ثقة المواطنين فِي النظام البنكي وَيُسَاهِمُ فِي تطوير الاقتصاد الوطني بِشَكْل عام.

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *