مقدادي: استراتيجية «كبار السن» تعكس الالتزام بتحسين جودة حياتهم

تَارِيخ النشر :


الخميس


12:00 2024-10-10

قرَّر مجلس الوزراء فِي جلسته الَّتِي عقدها أول أمس، الثُّلاثاء، برئاسة رَئِيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، الموافقة عَلَى الاستراتيجيَّة الوطنيَّة الأردنيَّة لكبار السِنّْ للأعوام 2025 – 2030 الَّتِي سيقوم المجلس الوطني لشؤون الأُسرة بإعداد الخطَّة التَّنفيذيَّة لَهَا.

وَفِي هَذَا السياق، أوضح أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة، الدكتور محمد مقدادي أن هَذِهِ الموافقة تمثل إنجازاً وطنياً يضع قضايا كبار السِنْ ضمن أولويات العمل الوَطَنِية الَّتِي تستحق الاهتمام.

وَأَكَّدَ فِي تصريح إِلَى الرأي أن الهدف من الاستراتيجية هُوَ تحسين جودة حياة كبار السِنْ وتمكينهم من العيش بكرامة فِي المجتمع، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم عَلَى مواصلة العطاء، ودعم الروابط بَيْنَ الأجيال وتمتين أواصر التواصل والحوار بينها.

وَأَشَارَ الدكتور مقدادي إِلَى أَنَّ الأردن، مثل العديد من الدول العربية، يشهد تغيرات ديموغرافية تَتَمَثَلُ فِي شيخوخة السكان؛ نتيجة انخفاض معدلات الخصوبة والإنجاب، وتدني معدلات الوفيات، مَا يزيد من نسبة كبار السِنْ.

وتابع أن التغيّر الديمغرافي يوفر فرصة سكانية وتنموية يمكن الاستفادة مِنْهَا، لكنه يفرض تحديات تَتَمَثَلُ فِي الحاجة لتلبية كافة احتياجات كبار السِنْ، وتهيئة بيئة تشريعية وحقوقية واجتماعية واقتصادية ومبنية ملائمة وآمنة لأعداد متزايدة من كبار السِنْ.

وَأَفَادَ الدكتور مقدادي أن التقرير التحليلي لِتَقْيِيمِ الاستراتيجية السابقة، وَالَّذِي تمَّ إعداده فِي 2023، قَد شكل مرجعا مهمًا لِتَطْويرِ هَذِهِ الاستراتيجية إِذْ رصد واقع كبار السِنْ فِي الأردن.

وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ هَذَا الرصد تمَّ عبر إجراء دراسة تحليلية كمية ونوعية، تمَّّ مِنْ خِلَالِهَا توثيق كافة البيانات والمؤشرات المتعلقة بكبار السِنْ فِي الأردن، ونتائج الجلسات الحوارية مَعَ مجموعات التركيز والأفراد، وَمَعَ كبار السِنْ أَنْفُسَهُمْ. كَمَا وثَّق الاستراتيجيات وخطط العمل والدراسات والتقارير وأوراق العمل المتعلقة بقضايا كبار السِنْ.

وذكر أن الاستراتيجية الَّتِي ارتكزت فِي إعدادها عَلَى تعاليم الديانات السماوية والقيم العربية والاجتماعية الَّتِي تحث عَلَى احترام وتوقير كبار السِنْ فِي المجتمع، تتضمن ثمانية محاور تشكل أولويات قضايا كبار السِنْ وقضايا الشيخوخة فِي الأردن.

وَاسْتَعْرَضَ الدكتور مقدادي هَذِهِ الأولويات بقوله: «الحماية الاجتماعية والأمن المالي عبر تَوْفِير دخل تقاعدي آمن وتحسين ظروف معيشة كبار السِنْ، والرعاية الصحية مِنْ خِلَالِ تعزيز خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية لكبار السِنْ».

وَأَضَافَ: «وأولوية الرعاية الاجتماعية عبر تَقْدِيم خدمات الرعاية المنزلية والمؤسسية لكبار السِنْ، والمشاركة الاجتماعية مِنْ خِلَالِ تعزيز مشاركة كبار السِنْ فِي المجتمع وَفِي الحياة العامة، وَحِمَايَة كبار السِنْ من العنف عبر تعزيز الحماية القانونية والآليات لحمايتهم من العنف والإهمال».

وتابع: «وأولوية البيئة الداعمة عبر تطوير بيئة مادية مؤهلة تلبي احتياجات كبار السِنْ، والقاعدة المعرفية مِنْ خِلَالِ بناء قاعدة بيانات شاملة تساعد عَلَى وضع سياسات فعالة، والتنسيق والشراكات عبر تعزيز التنسيق بَيْنَ القطاعات الحكومية والمنظمات المدنية».

ماذا ستضيف الاستراتيجية للأردن؟

ذكر الدكتور مقدادي أن هَذِهِ الاستراتيجية تجسد الاهتمام الَّذِي يوليه الأردن بِهَذِهِ الفئة، بالإِضَافَةِ للتوجيهات الملكية من صاحبّي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبدالله المعظمين، بالاهتمام والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لَهُمْ بِمَا يضمن حقهم فِي العيش بكرامة فِي بيئة آمنة وداعمة خالية من العنف بجميع أشكاله.

وتابع أن هَذِهِ الاستراتيجية جاءت لتؤكد فِي رؤيتها عَلَى حماية حقوق كبار السِنْ، ولتلبية متطلّباتهم التنموية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، بِمَا يفسح لَهُمْ المجال لِتَحْقِيقِ تطلعاتهم وإفادة المجتمع من كفاءاتهم وخبراتهم.

وأكمل أن هَذِهِ الاستراتيجية، تأتي كون الأردن من الدول الرائدة فِي التخطيط الاستراتيجي لِهَذِهِ الفئة؛ مِنْ خِلَالِ التحديث والتطوير المستمر للاستراتيجية، حَيْتُ تأتي هَذِهِ الاستراتيجية الثَّـالِثَة الَّتِي يحدثها الأردن ضمن التطورات والمستجدات الَّتِي تطرأ عَلَى المجتمع.

وَأَضَافَ أن النهج التشاركي الَّذِي يتم فِي إعدادها، مِنْ خِلَالِ تشكيل لجنة وطنية بقرار من رئاسة الوزراء فِي 2012 للمتابعة عَلَى تنفيذ الاستراتيجية الأُوْلَى الَّتِي تمَّ إعدادها فِي 2008، ساهم فِي مأسسة العمل عَلَى قضايا هَذِهِ الفئة.

وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بالتوجهات المستقبلية، ذكر الدكتور مقدادي أَنَّهُ لِضَمَانِ ترجمة محاور الاستراتيجية وتحقيق أهدافها وتطبيقها عَلَى أرض الواقع، سَيَتِمُ العمل مَعَ اللجنة الوَطَنِية وبدعم من منظمة الإسكوا عَلَى إعداد خطة تنفيذية للاعوام 2025–2030 تتضمن العديد من البرامج والأَنْشِطَة المطلوبة لِكُلِّ مدخل من مداخلها الرئيسية.

ووفقا للاستراتيجية، أشارت بيانات دائرة الإحصاءات العامة، بلغ عدد كبار السِنْ (60 عامًا وما فَوْقَ) فِي الأردن 626,750 نسمة فِي عام 2023، مَا يمثل 5.5% من إجمالي السكان.

وبلغ عدد الإناث من كبار السِنْ 307.675 وعدد الذكور 319.075 فِي عام 2023. وبلغ عدد كبار السِنْ لمن بلغ 65 فما فَوْقَ 214.875 بنسبة 3.7% خِلَالَ العام 2023.

وَمِنْ المتوقع أن يصل عدد كبار السِنْ البالغين 65 سنة وما فَوْقَ فِي الأردن بحلول عام 2040 حوالي 789,065 نسمة حَسَبَ السيناريو المتوسط أي بنسبة 8% من مجموع السكان، أَمَّا بحلول عام 2050، فستصل نسبتهم إِلَى 9.5% من مجموع السكان.

عَنْ الموقع