866 مليار دولار إجمالي السندات القابلة للشطب المصدرة من 5 بنوك صينية في 2028

تستعد أكبر البنوك الصينية لإصدار سندات قابلة للشطب بمئات المليارات من الدولارات لامتصاص الخسائر بهدف تجنب عمليات الإنقاذ، وَلَكِن وكالات التصنيف الائتماني تتوقع مَعَ ذَلِكَ أن تدعم الحكومة الصينية السوق الناشئة فِي أوقات الأزمات.

فِي أعقاب الأزمة المالية عام 2008، صيغت القواعد العالمية لما يسمى بسندات (TLAC) ذات القدرة عَلَى امتصاص الخسائر الكلية، الَّتِي تتطلب من البنوك الكبرى إصدار ديون عليا يمكن شطبها فِي حالة الفشل، مَا يساعد عَلَى تجنب الحاجة إِلَى عمليات الإنقاذ الحكومية المكلفة الَّتِي اجتاحت أوروبا والولايات المتحدة.

وَلَمْ يبدأ القطاع المصرفي فِي الصين، وَهُوَ الأكبر فِي العالم من حَيْتُ الأصول، فِي إصدار مثل هَذِهِ الديون فِي الخارج حَتَّى الآن، ويتأخر عَنْ المناطق الأخرى.

وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ السندات العُلْيَا المؤهلة لـTLAC من بنك ICBC فِي مايو أيار، وَهِيَ الأُوْلَى من نوعها فِي الصين، أثارت بالفعل التدقيق فِي الدور المحتمل للحكومة.

وتخطط وكالات التصنيف الائتماني الدولية الثلاث الكبرى لإدراج توقعات الدعم الحكومي فِي تقييماتها لديون TLAC العُلْيَا.

وتقدر وكالة فيتش أن إجمالي الإصدارات قَد يقترب من 866 مليار دولار عبر خمسة بنوك مملوكة لحكومة الصين بحلول عام 2028، عَلَى الرغم من أن المتطلبات قَد تَتِمُّ تلبيتها جُزْئِيًاً مِنْ خِلَالِ إصدار سندات رأس المال.

وَقَالَتْ فيفيان شيويه المحللة فِي وكالة فيتش للتصنيف الائتماني «نتوقع احتمالات عالية للغاية لدعم الدولة لمنع التخلف عَنْ السداد وَالتَّعَافِي دون المتوسط»، مضيفة أَنَّهُ «من غير المرجح» أن تسمح الحكومة الصينية للبنوك بالتخلف عَنْ سداد مثل هَذِهِ السندات.

وتعتقد وكالة موديز، الَّتِي تتوقع أيضًاً «رفع» التصنيفات، أن «الدافع الأساسي» لبكين لإنقاذ أكبر بنوكها سيكون «القلق من أن يؤدي الفشل فِي القيام بِذَلِكَ إِلَى إثارة عدوى نظامية».

وَفِي تقرير صدر هَذَا العام، توقعت وكالة ستاندرد آند بورز عَلَى نَحْوَ مماثل أن تتلقى البنوك الصينية ذات الأهمية النظامية العالمية «دعماً استباقياً من الحكومة»، مضيفة أَنَّهَا صنفت سندات TLAC «بِشَكْل مختلف عبر الأسواق» لتعكس «وجهات نظرها بِشَأْنِ الدعم الحكومي».

إن هَذَا التمييز يعكس الخصائص التنظيمية الفريدة للنظام المصرفي الصيني الضخم الَّذِي تديره الدولة إِلَى حد کَبِير.

ولكنه يثير أيضًاً تساؤلات أوسع نطاقاً حول مَدَى نجاح مَا يسمى بعمليات إنقاذ الديون المصرفية، خاصة بَعِيدًاً عَنْ مجلس الاستقرار المالي الَّذِي يتخذ من بازل مقراً لَهُ وَالَّذِي صاغ القواعد.

وَقَالَ جيروم ليجراس الشريك الإداري فِي شركة أكسيوم للاستثمارات البديلة إن «قانون TLAC لَمْ يتم تطبيقه بِشَكْل ثابت عَلَى مُسْتَوَى العالم».

وَكَانَت أوروبا «أكثر ميلاً» إِلَى الإنقاذ بالديون، وَهُوَ مَا كَانَ «ربما نتيجة لأزمة منطقة اليورو» و«المشاعر العامة بِأَنَّ البنوك ينبغي ألا تخضع للإنقاذ مرة أُخْرَى».

وَأَضَافَ أن «الحقيقة هِيَ أَنَّهُ عِنْدَمَا نتحدث عَنْ إنقاذ البنوك الآسيوية، فإنهم لَا يبدون اهتماماً كَبِيرًاً بِهَذَا الأمر، فالمشرفون والسلطات لَمْ يمروا بالمشكلات نفسها الَّتِي مرت بِهَا أوروبا والولايات المتحدة».

وَفِي اليابان، حَيْتُ تندرج أكبر ثلاثة بنوك فِي قائمة البنوك التسعة والعشرين العالمية الَّتِي يَتَعَيَّنُ عَلَيْهَا إصدار سندات بموجب قواعد TLAC، يتوقع المحللون أيضًاً دعم الحكومة للسندات العُلْيَا.

ويقول نيكولاس تشو، نائب الرئيس وكبير مسؤولي الائتمان فِي وكالة التصنيف الائتماني فِي بكين، الَّذِي أَشَارَ إِلَى سجل الدعم الاستباقي حَتَّى تتمكن المؤسسات المتعثرة من الاستمرار فِي خدمة ديونها: «ترى موديز أن الحكومة اليابانية لَنْ تسمح للوضع بالتطور إِلَى سيناريو حَيْتُ يتم شطب سندات TLAC أَوْ تحويلها».

فِي الصين، كَانَت العائدات عَلَى الديون الصادرة محلياً حَتَّى الآن منخفضة، فالسندات الَّتِي أصدرها بنك الزراعة الصيني والمؤهلة لأربع سنوات فِي الشهر الماضي، والمستحقة فِي إِطَارِ برنامج TLAC، لَا تدر سوى 2.1 فِي المئة، وهذا يقارن بـ1.8% للسندات الحكومية الَّتِي تُستحق فِي غضون خمس سنوات.

وَأَضَافَ تشو أَنَّهُ عَلَى الرغم من توقعات الدعم، « لَا يزال هُنَاكَ احتمال لتخفيض قيمة السندات أَوْ تحويلها» باستخدام سندات TLAC العُلْيَا فِي الصين.

وبموجب قواعد لجنة تنظيم المصارف، يَتَعَيَّنُ عَلَى البنوك أن تصدر مَا يسمى بالسندات العُلْيَا الَّتِي تأتي فِي مرتبة أدنى من مرتبة المودعين فِي هيكل رأس مالها.

ويمثل هَذَا تَغْييرًاً عَنْ الممارسة السابقة، حَيْتُ كَانَت هَذِهِ السندات تأتي فِي مرتبة جنباً إِلَى جنب مَعَ الودائع، وَالبِتَّالِي كَانَ من الصعب إنقاذها.

وتعمل القواعد عَلَى تَوْسِيع متطلبات بازل 3 لِتَشْمَل أيضًاً أدوات رأس المال الأخرى مثل سندات المُسْتَوَى الثاني وسندات المُسْتَوَى الأول الإضافية، الَّتِي أصدرتها البنوك الصينية لسنوات عديدة ومصممة لتحمّل الخسائر قبل الديون العُلْيَا.

وَفِي أوروبا، أَدَّى فشل بنك كريدي سويس فِي عام 2023 إِلَى إنقاذ 17 مليار يورو من سندات AT1، عَلَى الرغم من أن ليجراس أَشَارَ إِلَى أَنَّ ديون البنك العُلْيَا فِي TLAC لَمْ يتم المساس بِهَا.

وَأَضَافَ أن العائدات عَلَى سندات رأس المال الصينية، الَّتِي ارتفعت بعد الحادث، «ضيقة للغاية» ومكلفة بِالنِسْبَةِ للمستثمرين.

ورغم أن السلطات فِي الصين شطبت ديون المُسْتَوَى الثاني فِي بنك باوشانغ فِي عام 2020، كجزء من أول تخلف رسمي عَنْ سداد الديون لبنك تجاري مُنْذُ عقود، فقد أضافت مواقف أُخْرَى إِلَى توقعات المستثمرين بدعم حَتَّى أدوات الدين الأكثر خطورة.

وتأخذ ستاندرد آند بورز فِي الحسبان الدعم الحكومي للديون من المُسْتَوَى الثاني مِنْ أَكْبَرِالبنوك الصينية، وَهُوَ مَا يجعلها «فريدة» عَلَى مُسْتَوَى تصنيفاتها العالمية.

وَأَشَارَ جيسون بيدفورد، وَهُوَ محلل مصرفي صيني عمل سابقاً فِي يو بي إس وبريدج ووتر، إِلَى الصعوبات الَّتِي واجهها بنك جينتشو فِي عام 2019، عِنْدَمَا خسر المستثمرون مدفوعات القسائم، لكن دعم الحكومة المحلية أَدَّى إِلَى سداد سند من الفئة الأُوْلَى.

وَقَالَ «عَلَى الرغم من أَنَّهُمْ أنقذوا البنك، فَإِنَّهُ من الغريب أَنَّهُ لَمْ يكن من الضروري تحويل سند الفئة الأُوْلَى».

وَأَضَافَ ليجراس من شركة أكسيوم «المتطلب هُوَ أن يكون لديك دين قابل للإنقاذ وَأَن تكون قادراً بالفعل عَلَى إنقاذه، وَلَكِن لَا توجد قاعدة عامة تنص عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عليك إنقاذ هَذَا الدين».

وسندات TLAC العُلْيَا هِيَ واحدة من عَدَدُُ مِنَ أنواع السندات الَّتِي قدمتها الهيئات التنظيمية المالية لجعل من غير المرجح أن يحتاج الجمهور مرة أُخْرَى إِلَى إنقاذ البنوك كَمَا فعلوا خِلَالَ الأزمة المالية العالمية.

وتعتبر سندات TLAC العُلْيَا الَّتِي يصدرها البنك استثمارات أكثر أماناً من سنداته الإضافية من المُسْتَوَى الأول وسنداته الثَّانَوِيَة من المُسْتَوَى الثاني، ولكنها أكثر خطورة من ديونه العُلْيَا القياسية.

غَالِبًاً مَا توفر سندات TLAC العُلْيَا عوائد جذابة، وَلَكِن قبل الاستثمار من المهم النظر فِي جميع المخاطر الَّتِي تنطوي عَلَيْهَا وما إِذَا كَانَ من المحتمل استدعاؤها.

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *