ويشتري كبار المستثمرين السندات الأوروبية بدلا من سندات الخزانة الأمريكية مع تباعد الاقتصادات

ويبيع كبار المستثمرين سندات الخزانة الأميركية ويشترون سندات الحكومة الأوروبية، مراهنين عَلَى أن انخفاض التضخم فِي أوروبا سيسمح لبنكها المركزي بالبدء فِي خفض أثمنة الفائدة فِي وقت أقرب من بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وزاد مديرو الأموال فِي بيمكو، وجيه بي مورجان لإدارة الأصول، وتي رو برايس، من تعرضهم لديون الحكومة الأوروبية فِي الأسابيع الأخيرة.

وَقَد ساعد ذَلِكَ فِي دفع مَا يسمى بالفارق، أَوْ الفجوة، بَيْنَ تكاليف الاقتراض الألمانية والأمريكية القياسية لعشر سنوات إِلَى نقطتين مئويتين، وَهُوَ مَا يقترب من أعلى مُسْتَوَى مُنْذُ تشرين الثاني (نوفمبر).

قَالَ بوب ميشيل، کَبِير مسؤولي الاستثمار والرئيس العالمي للدخل الثابت فِي بنك جيه بي مورجان لإدارة الأصول: “إن الطريق لخفض أثمنة الفائدة فِي أوروبا أكثر وضوحا مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي الولايات المتحدة”. “من الصعب العثور عَلَى سبب اقتصادي يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إِلَى خفض أثمنة الفائدة.”

وَأَضَافَ أَنَّهُ يمتلك حاليًا حيازة أكبر من المعتاد من السندات الحكومية الأوروبية، وأنه “يتحرك فِي الاتجاه” للحصول عَلَى المزيد.

وَيَأْتِي هَذَا التحول فِي الوقت الَّذِي بدأ فِيهِ التباعد بَيْنَ اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا، حَيْتُ أَدَّى انخفاض التضخم وضعف الاقتصاد فِي أوروبا إِلَى تغذية الرهانات عَلَى أن البنك المركزي الأوروبي سَوْفَ يقدم تخفيضات أكبر من تِلْكَ الَّتِي يقدمها بنك الاحتياطي الفيدرالي هَذَا العام.

وتضع الأسواق حاليًا أثمنةًا لثلاثة أَوْ أربعة تخفيضات لأثمنة الفائدة من البنك المركزي الأوروبي بحلول نهاية العام، مقارنة بتخفيضين أَوْ ثلاثة فَقَطْ لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

وَقَدْ تَمَّ بيع السندات الحكومية عَلَى جانبي المحيط الأطلسي هَذَا العام، مِمَّا دفع العائدات إِلَى الارتفاع، حَيْتُ قلص المستثمرون توقعاتهم بتخفيضات وشيكة فِي أثمنة الفائدة.

مَعَ ذَلِكَ، كَانَت التحركات أكبر فِي الولايات المتحدة، حَيْتُ إِرْتَفَعَ العائد القياسي عَلَى سندات الخزانة بنسبة 0.5 نقطة مئوية إِلَى 4.4 فِي المِئَةِ. وبالمقارنة، إِرْتَفَعَ سعر البوند الألماني المعادل 0.3 نقطة مئوية لِيَصِلَ إِلَى 2.4 فِي المِئَةِ.

قَالَ أندرو بولز، کَبِير مسؤولي الاستثمار للدخل الثابت العالمي فِي شركة بيمكو، إِنَّهُ فضل سندات الحكومة الأوروبية وسندات المملكة المتحدة عَلَى سندات الخزانة الأمريكية هَذَا العام لأنه كَانَ هُنَاكَ “المزيد من الأدلة عَلَى تصحيح التضخم” هُنَاكَ.

خفضت شركة بيمكو، الَّتِي تدير أصولًا بِقِيمَة 1.9 تريليون دولار، توقعاتها لتخفيض أثمنة الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من ثلاثة إِلَى اثنين من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هَذَا العام، بعد تقرير الوظائف الرائج يوم الجمعة.

ويتوقع الاقتصاديون أن تظهر بيانات التضخم الأمريكية لشهر مارس/آذار، وَالَّتِي صدرت يوم الأربعاء، ارتفاعاً سنوياً إِلَى 3.4 فِي المِئَةِ. وَقَد جاءت قراءات شهري يناير وفبراير بالفعل أعلى من توقعات المحللين.

وَعَلَى النقيض من ذَلِكَ، انخفض معدل التضخم فِي منطقة اليورو إِلَى 2.4 فِي المِئَةِ الشهر الماضي، أي أقل من المتوقع، مِمَّا عزز التوقعات بِأَنَّ البنك المركزي الأوروبي سَوْفَ يخفض أثمنة الفائدة بحلول الصيف.

قَالَ كوينتين فيتزسيمونز، کَبِير مديري المحافظ فِي شركة تي رو برايس، الَّتِي تدير أصولا بِقِيمَة 1.4 تريليون دولار عَلَى مُسْتَوَى العالم: “نحن نفضل خفض وزن سندات الخزانة الأمريكية لصالح سندات منطقة اليورو، بِمَا فِي ذَلِكَ السندات الحكومية”.

وَقَالَ إن قناعته بِشَأْنِ خفض البنك المركزي الأوروبي لأثمنة الفائدة فِي حزيران (يونيو) كَانَت “عالية”، فِي حين أن البيانات الأمريكية القوية دفعت بنك الاحتياطي الفيدرالي إِلَى “التراجع عَنْ رغبته الواضحة حَتَّى الآن فِي البدء فِي خفض أثمنة الفائدة”.

وَقَالَ فيتزسيمونز إِنَّهُ إِذَا بدأ البنك المركزي الأوروبي فِي خفض أثمنة الفائدة بِشَكْل أسرع من بنك الاحتياطي الفيدرالي، فَإِنَّ انخفاض أثمنة الفائدة مِنْ شَأْنِهِ أن يقلل تكاليف التحوط لحيازة السندات فِي منطقة اليورو مقارنة بسندات الخزانة الأمريكية.

وَقَالَ إن هَذَا “من المحتمل أن يشجع المزيد من رأس المال لدعم فكرة الأداء المتفوق النسبي للسندات الألمانية فِيمَا يَتَعَلَّقُ بسندات الخزانة الأمريكية”.

لكن بعض المحللين يحذرون من أَنَّهُ إِذَا تقدم البنك المركزي الأوروبي بِشَكْل کَبِير عَلَى بنك الاحتياطي الفيدرالي فِي خفض أثمنة الفائدة، فقد يضعف اليورو بِشَكْل کَبِير، مِمَّا يهدد بحدوث ارتفاع آخر فِي التضخم.

وَقَالَ مايك بوند، رَئِيس الأبحاث المرتبطة بالتضخم العالمي فِي بنك باركليز: “ لَا يمكن أن يكون هُنَاكَ سوى قدر کَبِير من الاختلاف قبل أن يبدأ فِي إحداث تأثير کَبِير عَلَى العملة”. “قَد يكون من الصعب عَلَى البنك المركزي الأوروبي أن يخفض بقدر مَا نتوقع إِذَا لَمْ يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي كذلك.”

وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ توقعات التضخم فِي الوقت الحالي أكثر اعتدالاً فِي أوروبا عَنْهَا فِي الولايات المتحدة. ويقدر البنك المركزي الأوروبي أن التضخم السنوي فِي منطقة اليورو سيبلغ 2.3 فِي المِئَةِ فِي عام 2024، مَعَ نمو بنسبة 0.6 فِي المِئَةِ.

ويقارن ذَلِكَ بتوقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بِأَنَّ مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي – وَهُوَ مقياس التضخم المفضل لَدَى البنك المركزي الأمريكي – سَوْفَ يتراجع هَذَا العام إِلَى 2.6 فِي المِئَةِ، من المعدل الحالي البالغ 2.8 فِي المِئَةِ.

ويقدر البنك المركزي الأمريكي أن النمو سيصل إِلَى 2.1 فِي المِئَةِ بحلول نهاية العام.

قَالَ ديفيد روجال، مدير المحفظة فِي شركة بلاك روك: “لَقَدْ تبين أن النمو فِي الولايات المتحدة أكثر مرونة مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي أوروبا”. وَأَضَافَ أن هَذَا يرجع جزئيًا إِلَى اقتصاد الولايات المتحدة المغلق نسبيًا والإنفاق الحكومي الكبير.

وَقَالَ إن أوروبا لديها “اقتصاد أكثر انفتاحا مَعَ حساسية أكبر لتطورات التصنيع العالمية، فَضْلًا عَنْ انخفاض الدافع المالي”.

وتتوقع وكالة التصنيف فيتش أن يصل العجز فِي ميزانية الحكومة الأمريكية، وَهُوَ الفرق بَيْنَ إجمالي نفقاتها وإيراداتها، إِلَى 8.1 فِي المِئَةِ من الناتج المحلي الإجمالي هَذَا العام، مقارنة بـ 1.4 فِي المِئَةِ فِي ألمانيا.

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *