رسوم الطرق .. أم شبكة قطارات ومترو… ! | اقلام رم | وكالة رم للأنباء

رم –

د. مفضي المومني

كتبت سابقا عَنْ فرض رسوم عَلَى استخدام الطرق… وطالعتنا الاخبار من جديد بالعودة لذات الموضوع وبتبريره بدعوى التحديث والاستمرارية…قبل اكثر من سنتين… ويعود التسويق للموضع ليطل علينا مرة أُخْرَى… واعيد مَا كتبت… لعل العقليات التخطيطية تتحفنا بحلول ابعد من الجباية… وتثبيط الإستثمار..!
مَعَ أن ترخيص السيارات السنوي الباهض يَجِبُ أن يكون مخصصا للطرق وقيانتها وادامتها….
وقبل أن نفكر بفرض الرسوم عَلَى استخدام الطرق يَجِبُ أن نفكر بتحديثها وصيانتها ، وبدائل أُخْرَى تأخرنا عَنْ العالم كَثِيرًا بِعَدَمِ استخدامها.
المواصلات العامة قديمة وتقليدية ومكلفة… أثمنة المشتقات النفطية الأَعْلَى عالمياً…السيارات والجمارك والضرائب الَّتِي تدفع عَلَيْهَا كبيرة وكثيرة جداً… صيانتها وقطع الغيار مكلفة جداً…وتستنزف الدخل القومي… حوادث السير القاتل الاول وكلفتها الاقتصادية الباهظة.… كل هَذَا وَلَمْ نفكير استراتيجياً لحل هَذَا الموضوع..!.
معروف أن الطرق هِيَ مرافق عامة للجميع وَلَا يَجِبُ وضع رسوم عَلَيْهَا، وحق استخدامها مفتوح لِكُلِّ مواطن.
كتبت عَنْ حلول ممكنة لموضوع الطاقة مِنْ خِلَالِ اقتراحات ممكنة لو يتم تطبيقها لَنْ نَحْتَاجُ لرفعات وَلَا دفعات…وَلَا رسوم طرق… وتركنا ذَلِكَ للحكومة.
أَمَّا موضوع دفع رسوم عَلَى استخدام الطرق فَلَا بد من فهمه جَيِّدًا، وَأَن لَا يعتقد الناس أَوْ أصحاب ذهنية الجباية فِي الحكومة ان الموضوع (مشاع)،
تحديد طرق قائمة ووضع رسوم لاستخدامها ببساطة وإدفع يا مواطن..!، وَإِذَا حصل هَذَا فهو استمرار لعقلية الجباية الَّتِي عطلت التنمية والتطور والاستثمرار وانهكت جيب المواطن ومعيشته.
أَمَّا فكرة وضع رسوم عَلَى استخدام الطرق، فَهِيَّ موجودة فِي الكثير من بلدان العالم، وأذكر أنني زرت المَغْرِب قبل اكثر من عشر سنوات واستخدمنا طريقاً دفعنا رسوم عَلَى استخدامه، وَلَكِن هَذِهِ الطرق مدفوعة رسوم الإستخدام لَهَا شروط ومحددات:
1- يَجِبُ أن يكون هنالك طريق بديل لأي طريق عَلَيْهِ رسوم استخدام، وَأَن يترك الخيار للمستخدم أي طريق يسلك.
2- الطرق مدفوعة رسوم الإستخدام يتم إنشائها بِشَكْل موازي (لطرق مجانية الإستخدام وبالعادة قديمة) ولها ميزات مثل؛ طرق سريعة، مواصفاتها عالمية وعالية الجودة، أدنى حد من التقاطعات والتوقف، وَهِيَ بالعادة تختصر الزمن بتصميمها.
3- لَا يَعْنِي وجود الطرق مدفوعة الرسوم إهمال الطرق الأخرى وصيانتها وإدامتها وإنشاء مَا يلزم مِنْهَا مستقبلاً.
4- كَمَا فهمنا من اقتراحات البنك الدَّوْلِي ولو لَمْ نفهم..! لأنه سيء الذكر..! فالطرق ذات رسوم الإستخدام يتم إنشائها بالعادةمن خِلَالَ إستثمارات خاصة بالتعاقد مَعَ الحكومات لإنشائها بمواصفات عالمية، وبحيث تخدم بِشَكْل موازي لطرق موجودة فعلا، ويتم ذَلِكَ بالغالب عَلَى طريقة التعاقد (B.O.T نظام البناء والتشغيل والتحويل أَوْ البناء والتشغيل ونقل الملكية أَوْ التشييد والتشغيل ونقل الملكية)، بِحَيْثُ لَا تتكلف مالية الدولة أي نفقات رأس مالية عَلَى مشاريع الطرق الجديدة. وتؤول ملكيتها للدولة بعد فترة زمنية يتفق عَلَيْهَا بالعقد مَعَ جميع الأمور الأخرى من أجور استخدام او تشارك فِي التشغيل أَوْ غيره.
كَمَا أسلفت هَذِهِ الطرق يَجِبُ أن لَا تكون إجبارية، ويجب أن يكون لَهَا بديل مجاني لِأَنَّ الخيار للمستخدم، والطرق منفعة عامة يَجِبُ توفيرها من قبل الدولة.
من هُنَا قَد يكون مقبولاً طرح تعاقدات P.O.T لإنشاء طرق رئيسية جديدة بِحَيْثُ لَا تمس الطرق الموجودة وَلَا تمس مجانيتها بأي شكل من الأشكال… ! فعقلية الجباية غير مقبولة فِي أمور النفع العام.
لكن وَفِي المقابل أَيْنَ عقل الدولة الاستراتيجي عَنْ التفكير بوسائل نقل جديدة لحل مشاكل المواصلات والتخفيف عَلَى الإقتصاد الوطني، مثل شبكة خطوط قطارات سريعة بَيْنَ المدن الأردنية، ومترو أنفاق دَاخِل العاصمة والمدن الرئيسية وبذات طرق التعاقد (P.O.T)، سؤال کَبِير يُطرح مُنْذُ زمن…(وأعتقد أن جميع المخططين والمسؤولين لدينا زاروا دول العالم المتقدم… واشتروا ربطات عنق وبدلات وعطور ماركات عالمية وركبوا القطارات السريعة ومترو الأنفاق… ولكنهم لَمْ يتذكروا أن ينقلوا لنا بعضاً من الحلول القديمة لمشاكل النقل… فما بالك فِي الحديثة..!).
يَجِبُ أن لَا نبقى نفكر بنفس عقلية (أبو فلان… .مالك سيارة الڤولكس ڤاجن (الكركعه البرتقالية) موديل 1952… الَّذِي يصر أن سيارته هِيَ الأفضل وتتفوق عَلَى كل السيارات الحديثة، وَفِي الواقع هُوَ دائم التردد عَلَى محلات التصليح ليكابر ويقنعنا بأنه يمتلك افضل سياره بالبلد..! بَيْنَمَا هُوَ يخسر ويخسر..! وَكُل يوم يعمل استعراض فِي القرية وتجده بعد ذَلِكَ (بده دزه… !).
وأستذكر التفكير العرمرمي لِتَطْويرِ اسطوانات الغاز المعدنية إِلَى بلاستيكية..! بَيْنَمَا الكثير من الدول لديها شبكات أنابيب لتوصيل الغاز للبيوت… !، مُنْذُ اكثر من 30 عاماً، زرت بنغلاديش وَهِيَ دولة صغيرة مساحتها قريبة من مساحة الأردن وعدد سكانها 166 مليون فِي 2021، وعاصمتها دكا عدد سكانها فِي ذَلِكَ الوقت 15 مليون، والغاز يصل البيوت مِنْ خِلَالِ شبكة انابيب يا رعاكم الله… !.
خلاصة القول نحن بحاجة لمفكرين استراتيجيين بذهنيات متفتحة فِي كل المجالات، أَمَّا إشاعة التفكير خارج الصندوق الَّتِي نتشدق بِهَا…فللأسف الواقع يشير إِلَى أننا (مدحوشين دَاخِل صندوق حديد قمقم… بسبعة أقفال..!) وَلَا نعرف إلَّا الجباية واجترار الفشل… بدل مشاريع وحلول ليست بحاجة لتفكير بَلْ نقل… واتركوا العقول فِي ثلاجات ذات القمقم(تبع الجن وَلَيْسَ العطار)… حمى الله الأردن.

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *