ليبيا-إيطاليا.. مائدة روما المستديرة رسالة دعم وأمل للخروج السريع من الأزمة

انعقدت أمس فِي روما مائدة مستديرة حول الطاقة والبنية التحتية بَيْنَ ليبيا وإيطاليا، نظمتها شركة انرجي كابيتال اند باور بالتعاون مَعَ غرفة التجارة الإيطالية الليبية وغرفة تجارة روما ومجموعة الصداقة البرلمانية الإيطالية الليبية ووكالة التجارة الإيطالية. ويضم الحدث ممثلين عَنْ عالم الأعمال الإيطالي والليبي لِمُنَاقَشَةِ فرص التعاون والتنمية فِي القطاعات الرئيسية للمستقبل الاقتصادي لليبيا، البلد الَّذِي، عَلَى الرغم من موارده الطبيعية الهائلة، لَا يزال عالق فِي دوامة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. وَقَالَ نيكولا كوليكي رَئِيس غرفة التجارة الإيطالية الليبية لـ”وكالة نوفا”: “من المهم تعزيز الدعم لليبيا فِي وقت الصعوبات الداخلية. بِمَا أن البلاد تمر بمرحلة من الصعوبات والتوترات الداخلية، فَهَذَا ليس الوقت المناسب للتراجع، بَلْ لدعم الاستقرار والدفع نحوه”. ويظل قطاع النفط والغاز الَّذِي يمكن للشعب الليبي الاعتماد عَلَيْهِ هُوَ قطاع النفط والغاز، وَهُوَ أمر أساسي لمساعدة البلاد ودعمها. وَأَوْضَحَ كوليكي أَنَّهُ “من الضروري الاستثمار وتعزيز نمو هَذَا القطاع الرئيسي لمساعدة ليبيا عَلَى التغلب عَلَى الصعوبات الحالية”.

وعُقَد الاجتماع فِي معبد فيبيا سابينا وهادريان، الَّذِي بني حوالي عام 145م واشترته الغرفة التجارية عام 1873م وجعلته مقرًا لَهَا. وَأَكَّدَ لورينزو تاليافانتي رَئِيس غرفة تجارة روما، عَلَى الأهمية التاريخية والثقافية للعلاقات بَيْنَ إيطاليا وليبيا، مسلطًا الضوء عَلَى كَيْفَ تمثل هَذِهِ العلاقات، الَّتِي تعززت بمرور الوقت، أرضًا خصبة للتعاون المستقبلي. وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ “هُنَاكَ 450 ألف شركة فِي مدينتنا ويشرفنا أن يتم اختيار مقرنا المؤسسي لاستضافة هَذِهِ المبادرة المهمة. إن تَارِيخ دولنا الغني بالتقاليد الثقافية والتجارية القديمة يشكل أساسًا متينًا لبناء مسارات نمو جديدة. وَشَدَّدَ الرئيس بعد ذَلِكَ عَلَى دور غرفة تجارة روما فِي تسهيل التبادلات الاقتصادية وتعزيز المعرفة المتبادلة بَيْنَ الشركات الإيطالية والليبية. وَقَالَ تاجليافانتي: “نحن مقتنعون بِأَنَّ التنمية الاقتصادية والسلام عنصران أساسيان لرفاهية سكاننا”. وَأَوْضَحَ “إن الاجتماع مَعَ رواد الأعمال المهمين يتيح لنا الفرصة لِتَعْزِيزِ العلاقات بَيْنَ بلدينا وإبرام اتفاقيات استراتيجية من شَأْنِهَا أن تعود بالنفع ليس فَقَطْ عَلَى الشركات الإيطالية والليبية، وَلَكِن أيضًا عَلَى استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بأكملها”.

ليبيا-إيطاليا

وتمثل ليبيا، من الناحية الاقتصادية، سوقا واعدة للغاية للشركات الإيطالية، خاصة فِي قطاعي الطاقة والبنية التحتية. تمتلك الدولة الواقعة فِي شمال إفريقيا موارد نفطية كبيرة، لدرجة أَنَّهَا واحدة من الدول الرئيسية الَّتِي تمتلك احتياطيات النفط الخام فِي إفريقيا. وشهد التقليد الطويل من التعاون بَيْنَ إيطاليا وليبيا، عَلَى مر السنين، قيام الشركات الإيطالية بدور رائد فِي تنفيذ مشاريع البنية التحتية الهامة، كَمَا يتضح من الزيادة الأخيرة فِي العقود الَّتِي حصلت عَلَيْهَا بوناتي، وَالَّتِي تضاعفت ثلاث مرات بفضل اتفاقية بِقِيمَة 8 مليارات دولار بَيْنَ المؤسسة الوَطَنِية للنفط الليبية وإيني. وَأَعْلَنَتْ شركة سان دوناتو ميلانو المتعددة الجنسيات أمس عزمها زيادة إنتاج الغاز فِي ليبيا بِشَكْل کَبِير اعتبارا من نهاية عام 2026، حَيْتُ أَعْلَنَتْ مارتينا أوبيتزي، رَئِيس منطقة شمال أفريقيا والمشرق التابعة لشركة إيني: “لَقَدْ أطلقنا مشروع الهيكل A وE وَمِنْ المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز اعتبارًا من نهاية عام 2026 وسيصل إِلَى 750 مليون قدم مكعب يوميًا عِنْدَ التشغيل الكامل”. وستكون هَذِهِ الزيادة أساسية ليس فَقَطْ لتلبية احتياجات ليبيا الداخلية، بَلْ أيضًا لدعم الصادرات إِلَى أوروبا. وهناك مبادرة مهمة أُخْرَى تتعلق بتحديث مصانع إيني البحرية فِي ليبيا.

وَقَالَتْ أوبيتزي أَنَّهُ سَيَتِمُ إطلاق محطة ضغط صبراتة، وَهُوَ مشروع جديد لزيادة الإنتاج، بحلول عام 2025، لتزويد البلاد بحوالي 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا. تتضمن هَذِهِ المشاريع أيضًا عنصرًا حاسمًا فِي الاستدامة، حَيْتُ تلتزم شركة إيني بتقليل بصمتها الكربونية مِنْ خِلَالِ مبادرات تخزين الغاز. وَشَدَّدَتَ أوبيتزي فِي كلمته خِلَالَ المنتدى الَّذِي عقد أمس فِي غرفة تجارة روما، عَلَى أهمية خلق بيئة تنافسية لعقود الخدمات فِي ليبيا. وَقَالَتْ “من الضروري تحقيق الاستقرار وزيادة الإنتاج وإعادته إِلَى مستويات عام 2011″، فِي إشارة إِلَى جهود إيني لِضَمَانِ النمو المستدام فِي إنتاج الطاقة، حَتَّى خِلَالَ الفترات الأكثر صعوبة بِالنِسْبَةِ لليبيا. وَأَضَافَتِ أوبيتزي: “يظل الاستكشاف ركيزة أساسية لأعمال إيني”، معلنة بدء أنشطة التنقيب فِي حوض غدامس البري، المقرر إجراؤها فِي عام 2025. وَقَالَتْ: “لَمْ نتوقف أبدًا عَنْ النظر إِلَى ليبيا كمنطقة مهمة لإنتاج النفط والغاز. نقدر أَنَّهُ لَا تَزَالُ هُنَاكَ موارد يَجِبُ اكتشافها ونحن ونخطط أيضًا للتنقيب البحري فِي المستقبل القريب. وَقَالَ أوبيتزي: “إن ليبيا دولة استراتيجية فِي سوق الطاقة بِسَبَبِ مواردها الطبيعية الهائلة، وَلَكِن أيضًا بِسَبَبِ البنية التحتية المتقدمة مثل خط أنابيب الغاز جرين ستريم”. ومعظم الغاز الَّذِي تستخرجه شركة إيني فِي الدولة الواقعة فِي شمال إفريقيا مخصص للاستخدام والاستهلاك فِي السوق الداخلية الليبية. يتم تصدير جزء أقلية فَقَطْ إِلَى إيطاليا عبر خطوط الأنابيب الَّتِي تعبر قاع البحر الأبيض المتوسط ​​وتهبط فِي جيلا، صقلية.

وتحتفل شركة سايبم الرائدة الأخرى فِي صناعة النفط الإيطالية بالذكرى الستين لنشاطها فِي ليبيا هَذَا العام. وَقَالَ جورج ايليا، العضو المنتدب والمدير الإقليمي لشمال شرق أفريقيا وقبرص فِي سايبم: “لَقَدْ آمنا دائمًا بإمكانيات ليبيا، واليوم نتعاون بِشَكْل وثيق مَعَ المؤسسات والمجتمعات المحلية لِتَطْويرِ مشاريع مثل احتجاز الكربون”. وَأَوْضَحَ المدير أن الشركة تشارك فِي العديد من المشاريع المهمة فِي حقول بوري وصبراتة ومليتة، بهدف تعزيز إنتاج النفط والغاز فِي البلاد. واختتم إيليا حديثه قائلاً: “نهجنا واضح: نريد العمل مَعَ الليبيين لِتَعْزِيزِ خبرتهم ومواردهم”. ويفتخر بوناتي أيضًا بحضور طويل ومرن فِي ليبيا، عَلَى الرغم من الأزمات العديدة الَّتِي ابتليت بِهَا البلاد والحصار الحالي لإنتاج النفط. وَقَالَ نيكولا غيريلي، رَئِيس خدمات الصيانة وإنتاج الطاقة فِي بوناتي، لـ”وكالة نوفا”: “نحن فِي ليبيا مُنْذُ أكثر من 40 عاما، مُنْذُ عام 1978. حَتَّى فِي أصعب الفترات لَمْ نتخلى عَنْ البلاد أبدا”. وسلط غيريلي الضوء عَلَى قدرة الشركة عَلَى العمل فِي ظروف معقدة بفضل معرفتها بالمنطقة وتعاونها مَعَ نظيراتها الليبية.

وَمِنْ بَيْنَ المشاريع الجارية، بدأت ليبيا فِي بناء محطات كهرباء ومحطات فرعية جديدة، فِي حين من المقرر إنشاء محطات للطاقة الشمسية بقدرة تَتَرَاوَحُ بَيْنَ 200 إِلَى 1.500 ميجاوات. وَعَلَى صعيد النقل، أعيد إطلاق مشروع السكك الحديدية بَيْنَ سرت وبنغازي، وَهِيَ مبادرة بِقِيمَة 4,5 مليار دولار تَهْدِفُ إِلَى ربط المدن الساحلية الرئيسية فِي البلاد. ويزدهر قطاع إمدادات المياه أيضًا، مَعَ وجود خطة وطنية لبناء محطات جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي بحلول عام 2050.

أزمة البنك المركزي

وَمَعَ ذَلِكَ، يَجِبُ النظر إِلَى هَذِهِ الفرص فِي ضوء الوضع السياسي المعقد للبلاد والديناميات الداخلية. وليبيا منقسمة بَيْنَ حكومتين متنافستين – حكومة طرابلس، المعترف بِهَا من قبل الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا، وحكومة بنغازي، الخاضعة لسيطرة الجنرال خليفة حفتر وبدعم من روسيا – تتصارع مَعَ عدم الاستقرار المتزايد. وَقَد أثرت الأزمة الاقتصادية الناتجة عَنْ ذَلِكَ عَلَى قطاع الطاقة بشدة، حَيْتُ انخفض إنتاج النفط بنسبة 70 فِي المِئَةِ تقريبًا بِسَبَبِ حظر التصدير الَّذِي فرضه حفتر. وكأن ذَلِكَ لَمْ يكن كافياً، فقد أصبحت البلاد معزولة جُزْئِيًاً عَنْ نظام المدفوعات العالمي. وَعَلَى الرغم من تطمينات البنك المركزي، فَإِنَّ العزلة المالية يمكن أن تؤدي إِلَى ركوع الاقتصاد الليبي، مِمَّا يمنع ليس فَقَطْ تحصيل العائدات من بيع النفط والغاز، وَلَكِن أيضًا استيراد الضروريات الأساسية مثل الغذاء والأدوية والوقود المكرر.

ليبيا-إيطاليا

وَأَوْضَحَ محمد الضراط رَئِيس المصرف الليبي الخارجي لـ”وكالة نوفا” أَنَّهُ لَمْ يتم استبعاد ليبيا من نظام سويفت (جمعية الاتصالات المالية العالمية بَيْنَ البنوك) رغم بعض الأخبار الَّتِي تمَّ تداولها مؤخرًا. وَقَالَ: “ليس هُنَاكَ شرط للدخول أَوْ الخروج من نظام سويفت. وَهِيَ خدمة مقدمة للعديد من البنوك، أَمَّا المصرف الليبي الخارجي فالنظام لَا يزال يعمل”، وَذَلِكَ ردا عَلَى سؤال من وكالة نوفا حول مزاعم استبعاد ليبيا من شبكة المدفوعات الدولية. وَأَوْضَحَ الضراط أَنَّهُ لَا يصح الحديث عَنْ الإقصاء التام، قائلاً: “إن نظام سويفت يشبه شبكة من رسائل البريد الإِِلِكْترُونِي أَوْ الهَوَاتِف: يمكنك إرسال رسائل، وَلَكِن إِذَا لَمْ تحصل عَلَى ردود أَوْ لَمْ تَتِمُّ المعاملات، فَلَا قيمة لَهَا”. المشكلة الحقيقية، بِحَسَبِ الضراط، ليست فِي الارتباط مَعَ سويفت، بَلْ فِي استعداد البنوك الدولية لاحترام المعاملات القادمة من ليبيا. وَأَضَافَ: “هُنَاكَ العديد من البنوك الَّتِي أوقفت عملياتها، فِي انتظار إجراء فحوصات دقيقة، خاصة بِسَبَبِ عدم اليقين بِشَأْنِ قيادة البنك المركزي الليبي”. ثُمَّ أَكَّدَ الضراط القضية الرئيسية تتعلق بالمعاملات بالدولار الأمريكي، مضيفا: “لَقَدْ أوضحت وِزَارَة الخزانة الأمريكية بالفعل أَنَّهَا لَنْ تحترم المعاملات المرتبطة بأصول البنك المركزي الليبي”، مسلطًا الضوء عَلَى أَنَّهُ عَلَى الرغم من أن ليبيا ليست معزولة تمامًا، إلَّا أن الصعوبات المالية مستمرة فِي النمو. وَأَضَافَ الضراط أن “المصرف الليبي الخارجي هُوَ حاليا البوابة المالية الوحيدة للبلاد”.

ثُمَّ دق الضراط ناقوس الخطر بِشَأْنِ التأثير المدمر للأزمة المالية عَلَى تكلفة المعيشة فِي ليبيا: “لَقَدْ ارتفعت أثمنة السلع الاستهلاكية بِشَكْل کَبِير، مَعَ زيادات تصل إِلَى 300 بالمائة لبعض المنتجات”. الإشارة إِلَى الارتفاع الكبير فِي التكاليف فِي السوق الموازية، حَيْتُ فقدت العملة الليبية الكثير من قيمتها”. وَشَدَّدَ الضراط عَلَى مَدَى تأثير الأزمة عَلَى الأَنْشِطَة التجارية فِي البلاد بشدة، موضحا أن “التجار والفاعلين الاقتصاديين يواجهون صعوبات: فهم غير قادرين عَلَى القيام بأعمال تجارية أَوْ غير قادرين عَلَى إجراء عملياتهم بكفاءة”. وأدى عدم اليقين بِشَأْنِ إدارة البنك المركزي الليبي وانعدام الثقة فِي المعاملات المالية إِلَى إصابة النظام الاقتصادي بالشلل. وَأَضَافَ الضراط: “كل يوم يمر دون حل يزيد من تفاقم الوضع، مِمَّا يزيد من صعوبة حل المشكلة”، مشددا عَلَى أن إطالة أمد الأزمة المالية يدفع البلاد نَحْوَ الانهيار الاقتصادي. وحذر من أن “كل يوم من هَذِهِ الأزمة يعادل شهورا من الجهود لحل المشاكل وتنظيف الفوضى الناتجة عَنْهَا”. وختم قائلا: “يَجِبُ أن يتغير شيء مَا فِي أسرع وقت ممكن، وإلا سيصبح الوضع غير قابل للاستمرار”، معربا عَنْ أمله فِي التَّوَصُّل إِلَى حل قبل أن يتدهور الوضع أكثر.

وَلَا يزال القطاع المالي فِي ليبيا يعمل، وإن لَمْ يكن كالمعتاد، لكن خفض إنتاج النفط إِلَى ربع طاقته الطبيعية يهدد بآثار مدمرة. ورسم ماوريتسيو فالفري المدير العام لبنك أوبي بنك صورة واضحة للوضع الاقتصادي والمالي فِي ليبيا. وَبَيْنَمَا يَبْدُو أن النظام المالي لَا يزال يعمل، فَإِنَّ انخفاض إنتاج النفط لَهُ آثار سلبية عَلَى الاستثمارات والأجور. وَشَدَّدَ فالفري فِي حديث لـ”وكالة نوفا”، عَلَى أن الأخبار المتداولة حول الأزمة المالية فِي ليبيا “أكثر سلبية بكثير من الواقع اليومي”. وَأَوْضَحَ أَنَّهُ “فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالوصول إِلَى نظام سويفت وتشغيله، تعمل المؤسسات الليبية بانتظام. وَأَضَافَ: “نتلقى رسائل من ليبيا يوميا وَمِنْ هَذَا المنطلق لَا توجد مشاكل معينة”. وَمَعَ ذَلِكَ، أضاف المدير أن “هُنَاكَ بالتأكيد نهجا أكثر حذرا من جانب المؤسسات المالية الدولية”، مِمَّا يَعْنِي أن العمليات لَا تسير بِشَكْل كامل كالمعتاد. هُنَاكَ جانب حاسم آخر تطرق إِلَيْهِ فالفري يَتَعَلَّقُ بإنتاج النفط، الَّذِي انخفض إِلَى حوالي 350 ألف برميل يوميًا، أي ربع الطاقة الطبيعية للبلاد. وَأَوْضَحَ فالفري أن “حقيقة اختفاء ثلاثة أرباع إنتاج النفط تؤثر عَلَى الاستثمارات ودفع الرواتب”. وحذر من أَنَّهُ “مَعَ توفر ثلث الميزانية فَقَطْ، تعتمد ليبيا عَلَى عائدات النفط للبقاء عَلَى قيد الحياة عَلَى المدى المتوسط ​​والطويل”. وَعَلَى الرغم من هَذَا الوضع الحرج، أعرب فالفري عَنْ تفاؤل معتدل: “هُنَاكَ ثقة بَيْنَ المؤسسات فِي إمكانية حل الوضع، وَلَكِن السؤال الحقيقي هُوَ مَتَى وبأي طرق”.

التزام إيطاليا

وَبَيْنَمَا يركز الغرب عَلَى الأزمات فِي أوكرانيا والشرق الأوسط، فَإِنَّ الصراع الداخلي فِي ليبيا يجازف بأخذ مقعد خلفي، وَلَكِن العواقب الجيوسياسية كبيرة. وَقَالَ السيناتور من فراتيلي ديتاليا ماركو سكوريا رَئِيس المجموعة البرلمانية الدولية لأصدقاء ليبيا:”كَانَت إحْدَى الرحلات المؤسسية الأُوْلَى لرئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إِلَى ليبيا، وَهِيَ إشارة واضحة إِلَى الأهمية الاستراتيجية لِإِعَادَةِ بناء علاقة الصداقة والتنمية والتعاون بَيْنَ البلدين. وجدد سكوريا التزام الحكومة الإيطالية بتعزيز العلاقات مَعَ ليبيا والقارة الأفريقية بأكملها. وَمِنْ بَيْنَ المبادرات المعلن عَنْهَا، مُنْتَدَى الأعمال الَّذِي نظمه قصر كيغي (مقر مجلس الوزراء الإيطالي) بالتعاون مَعَ السلطات الليبية، وَالَّذِي سيعقد فِي الأسابيع المقبلة لتشجيع التعاون الملموس والدائم. وَشَدَّدَ السيناتور عَلَى أن “التزامنا ليس سطحيا، بَلْ هُوَ جزء من مشروع عميق للتنمية المتبادلة والمشاركة، فِي إِطَارِ خطة ماتي الَّتِي أطلقتها الحكومة الإيطالية لتجديد اهتمامها بإفريقيا”. وَشَدَّدَ سكوريا أيضًا عَلَى ضرورة النظر إِلَى البحر الأبيض المتوسط ​​كمكان للفرص، مذكرًا بأنه لَا يمكن أن تكون هُنَاكَ تنمية فِي المنطقة دون تعاون وثيق بَيْنَ إيطاليا وليبيا ودول أفريقية أُخْرَى. واختتم بالقول: “إن إيطاليا تتخذ الخطوة الأُوْلَى عَلَى طريق تاريخي، يشمل أيضًا أوروبا والغرب، لبناء مستقبل مشترك يقوم عَلَى السلام والديمقراطية والتقدم الاقتصادي المشترك”.

ليبيا-إيطاليا

من جانبه، أَكَّدَ السفير الإيطالي بطرابلس. جيانلوكا ألبيريني أن قطاع الطاقة هُوَ “القلب النابض” للتعاون بَيْنَ ليبيا وإيطاليا، لكن التعاون بَيْنَ البلدين المتوسطيين “يشمل مجموعة واسعة من المجالات الاستراتيجية الأساسية لمستقبل كليهما”. وَشَدَّدَ ألبيريني عَلَى أَنَّهُ بالإِضَافَةِ إِلَى العلاقة الموحدة فِي قطاع الطاقة، فَإِنَّ التعاون بَيْنَ إيطاليا وليبيا هُوَ جزء من استراتيجية أوسع تَشْمَلُ البنية التحتية والنقل والتنمية الاقتصادية. وتابع ألبيريني أن “ليبيا لَا تمثل شريكا فِي مجال الطاقة لإيطاليا فحسب، بَلْ إِنَّهَا حليف اقتصادي رئيسي فِي العديد من القطاعات”، مذكرا بِأَنَّ إيطاليا هِيَ الشريك التجاري الرئيسي لليبيا، حَيْتُ يبلغ حجم التجارة السنوية لَهَا أكثر من 9 مليارات يورو. وتابع “نحن المستورد الأول والمصدر الثالث للبلاد. وَقَالَ الدبلوماسي إن هَذَا يظهر أن تعاوننا يمتد إِلَى مَا هُوَ أبعد من الطاقة”. ثُمَّ أَشَارَ ألبريني إِلَى الدور المحوري الَّذِي تلعبه إيطاليا فِي مشاريع البنية التحتية فِي ليبيا، حَيْتُ تساهم فِي تنفيذ الأعمال الإستراتيجية الَّتِي تَتَرَاوَحُ بَيْنَ إعادة بناء الطرق والمطارات إِلَى تطوير شبكات الكهرباء والمياه. وَقَالَ: “إن قطاع البنية التحتية أمر بالغ الأهمية لتعافي ليبيا واستقرارها، وإيطاليا فِي المقدمة”. وَمِنْ بَيْنَ أهَمُ المشاريع، أَشَارَ ألبريني إِلَى إعادة إطلاق مشروع سكة ​​حديد سرت – بنغازي، وَهُوَ خط استراتيجي لربط المدن الليبية الرئيسية، والاستثمارات الإيطالية فِي إعادة تأهيل شبكات الكهرباء فِي البلاد. كَمَا أَكَّدَ السفير أهمية النظر إِلَى مستقبل التعاون من منظور مستدام. “إن تعاوننا لَا يقتصر عَلَى الطاقة التقليدية. كَمَا أن لَدَى إيطاليا وليبيا فرص نمو هائلة فِي قطاع الطاقة المتجددة.

وَأَوْضَحَ السفير أن تحول الطاقة الَّذِي تمر بِهِ أوروبا يمكن أن يمثل فرصة لليبيا لتصبح مركزًا للطاقة المتجددة فِي منطقة البحر الأبيض المتوسط، مَعَ التركيز عَلَى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين. وَأَضَافَ: “يمكن لإيطاليا أن تكون بوابة ليبيا إِلَى سوق الطاقة الأوروبية الكبيرة”. ليس فَقَطْ عَلَى المُسْتَوَى الاقتصادي: أَكَّدَ ألبيريني أن قوة العلاقات الثنائية تنعكس أيضًا فِي المجال السياسي والدبلوماسي. وَأَوْضَحَ السفير أن الزيارات المؤسسية المتكررة، مثل زيارات رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني والوزراء الإيطاليين، “تشهد عَلَى التزام إيطاليا القوي تجاه ليبيا”، مستشهدا بـ “خطة ماتي” الَّتِي أطلقتها الحكومة الإيطالية، وَالَّتِي تشجع عَلَى دبلوماسية تَهْدِفُ إِلَى تعزيز العلاقات مَعَ ليبيا. الدول الأفريقية. وَأَضَافَ أن “إيطاليا تواصل دعم الحِوَار والوساطة عَلَى كافة المستويات، بروح الانفتاح والتعاون الَّتِي تميز علاقاتنا”. كَمَا سلط البريني الضوء عَلَى الدور الأساسي للسفارة الإيطالية فِي طرابلس. وَقَالَ: “لَقَدْ ظللنا نشطين فِي أصعب اللحظات، حَتَّى خِلَالَ المراحل الأكثر خطورة من الصراع”. وَأَوْضَحَ: “اليوم نحن نَعْمَل بكامل طاقتنا، حَيْتُ تعمل جميع مكاتبنا: الدعم الاقتصادي والتجاري والقنصلي والتجاري”، مسلطًا الضوء عَلَى أهمية الدعم الإيطالي فِي الميدان لِضَمَانِ استمرارية العلاقات مَعَ البلاد.

وتابع السفير حديثه برسالة ثقة فِي آفاق التنمية والاستقرار فِي ليبيا. وَقَالَ البريني: “كلما أَصْبَحَ السياق أكثر استقرارا وقابلية للتنبؤ بِهِ، كلما زادت فرص النمو والتعاون لكلا البلدين”. وَشَدَّدَ عَلَى أَنَّهُ: “اليوم، أَصْبَحَ من الضروري أكثر مِنْ أَيِّ وقت مضى الاستثمار فِي رأس مال الثقة والتعاون الَّذِي يربطنا بليبيا، وَهُوَ رأس المال الَّذِي يمكن أن يساهم فِي استقرار البلاد وتعزيز انتعاشها الاقتصادي”. وَفِي الختام، أَكَّدَ ألبيريني أن “الهدف المشترك لإيطاليا وليبيا هُوَ مساعدة ليبيا عَلَى أن تصبح دولة موحدة وسلمية ومزدهرة”. وَشَدَّدَ عَلَى أن هَذَا التزام ليس فَقَطْ مِنْ أَجْلِ استقرار ليبيا، وَلَكِن أيضًا مِنْ أَجْلِ أمن وازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بأكملها.

اقرأ أيضًا أخبار أُخْرَى عَلَى نوفا نيوز

انقر هُنَا واحصل عَلَى التحديثات عَلَى الواتساب

تابعونا عَلَى القنوات الاجتماعية الخَاصَّة بـ Nova News عَلَى تويتر, لينكدين:, إنستاجرام، تیلیجرام

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *