صحيفة الأيام – تأمين الطعام ومتطلبات العيد يدفع حشوداً يمنية للتسول

> لَمْ يكن أَمَامَ اليمني حسان من خيار يساعده عَلَى تَوْفِير القوت الضروري ومستلزمات
العيد لأطفاله، بَعْدَمَا اشتدت بِهِ الحال، غير الوقوف كل يوم مَعَ بعض أطفاله
الصغار أَمَامَ أحد مساجد العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عقب كل صلاة لطلب
المساعدة من الناس.

وتشهد صنعاء ومدن أُخْرَى خاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، مَعَ حلول عيد الفطر، ازدياداً غير مسبوق فِي أعداد المتسولين من مختلف الفئات والأعمار، حَتَّى باتت هَذِهِ الظاهرة من أكثر الظواهر الاجتماعية اتساعاً جراء تفشي الجوع والفقر وتوقف الرواتب وانحسار فرص العمل وغيرها من العوامل السلبية الأخرى الَّتِي أنتجها الصراع المستمر مُنْذُ سنوات عدة.

ويتحدث حسان، وَهُوَ معوَّق جسدياً، ويقطن حي شملان فِي صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عَنْ معاناته وحرمانه وأفراد عائلته مُنْذُ سنوات من أبسط الأشياء، إضافة إِلَى مَا يتعرض لَهُ وآلاف المعوَّقين فِي صنعاء وغيرها من تعسف وانتهاك حوثي متكرر.

وَيُشِيرُ حسان إِلَى أَنَّ همومه مَعَ أولاده الخمسة تصاعدت أكثر عقب إيقاف الحوثيين مُنْذُ أعوام عدة مرتباته الَّتِي كَانَ يحصل عَلَيْهَا فِي عهد حكومات سابقة، وحرمانه من أقل الحقوق وَمِنْ بَرَامِج الدعم والتأهيل والحماية الَّتِي تقدمها المنظمات الدولية لمجابهة قساوة الظروف.

ودفع آلاف المعوَّقين فِي مناطق سيطرة الحوثيين طيلة السنوات التسع المنصرمة الَّتِي أعقبت انقلاب الجماعة، أثماناً باهظة جراء الحرمان والفاقة والتعسف الَّذِي مورس بحق كثير مِنْهُمْ، حَيْتُ تشير تقديرات أممية إِلَى وجود مَا يقرب من 4.9 مليون شخص من ذوي الإعاقة فِي اليمن.

حشود جائعة

إِلَى جانب «حسان» تنتشر فِي صنعاء حشود جائعة من المتسولين فِي معظم الأحياء وتقاطعات الطرق والشوارع وَعَلَى أبواب المساجد والمنازل، كَمَا يتجمع آخرون مِنْهُمْ بينهم نساء وأطفال فِي طوابير طويلة أَمَامَ بوابات المؤسسات التجارية فِي صنعاء ومدن أُخْرَى؛ أملاً فِي الحصول عَلَى مساعدات مالية أَوْ عينية لسد الرمق، وتأمين متطلبات العيد.

وتتحدث مصادر إغاثية فِي صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عَنْ ارتفاع فِي أعداد المتسولين اللَّذِينَ تعج بِهِمْ أغلب أحياء وشوارع صنعاء ومدن أُخْرَى بالتزامن مَعَ حلول عيد الفطر بأعداد مهولة مِنْهُمْ.

وتفترش أم محمد رصيف شارع فِي حي السنينة فِي صنعاء، حَيْتُ تطلب يد المساعدة من المارة لتتمكن من تأمين العيش لَهَا ولصغارها، وتفيد لـ«الشرق الأوسط»، بأنها لَمْ تجد بعد فقدان عائلها أي مهنة لِتَأْمِينِ القوت لأطفالها غير مهنة التسول.

وتؤكد تراجع إقبال الناس هَذَا العام عَلَى تَقْدِيم المساعدة المالية لَهَا، نظراً لأوضاعهم البائسة، حَيْتُ كَانَت تتحصل فِي مثل هَذِهِ الأيام من العام الماضي عَلَى مساعدات مالية يومية تكفي لإشباع جوع أطفالها، وشراء بعض احتياجاتهم العيدية.

ووفقاً لحديث أم محمد، فَإِنَّ العيش فِي صنعاء بَاتَ أمراً غاية فِي الصعوبة، لدرجة أن الحصول فِيهَا عَلَى رغيف من الخبز وعلبة «زبادي» يعد إنجازاً بِالنِسْبَةِ لكثير من الفقراء والمحتاجين والنازحين وأُسر موظفين محرومين من رواتبهم مُنْذُ سنوات عدة.

وَلَمْ تعد ظاهرة التسول تقتصر عَلَى شريحة كبار السِنْ والنساء الأرامل والأطفال الأيتام وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخَاصَّة فِي صنعاء وبقية المدن اللَّذِينَ يُمَكَّنَ للناس التعاطف مَعَهم، فأعداد كبيرة من الرجال والنساء وصغار السِنْ من مختلف الأعمار قَد انضموا أيضًاً بفعل تدهور الظروف إِلَى طابور کَبِير من المتسولين اللَّذِينَ تمتلئ بِهِمْ شوارع المدن اليمنية.

ويرجع متخصصون اجتماعيون فِي صنعاء أسباب توسع ظاهرة التسول، خُصُوصًاً بمناطق سيطرة الحوثيين إِلَى تدهور الأوضاع نتيجة الانقلاب والحرب المستمرة، واتساع رقعة الفقر، وانقطاع الرواتب وانعدام العمل وغياب الخدمات.

وَفِي أحدث تقاريره، يؤكد برنامج الغذاء العالمي أن أزمة انعدام الأمن الغذائي فِي اليمن وَصَلَتْ إِلَى أعلى مُسْتَوَى لَهَا مُنْذُ أكثر من عام.

وذكر التقرير أن 53 فِي المِئَةِ من العائلات اليمنية الَّتِي شملها المسح الَّذِي أجراه أخيراً غير قادرة عَلَى الحصول عَلَى الغذاء الكافي، بَعْدَ أَنْ وصل مُسْتَوَى انعدام الأمن الغذائي خِلَالَ فبراير (شباط) الماضي إِلَى أعلى مُسْتَوَى مسجل خِلَالَ الأشهر الـ17 الأخيرة.

ولفت البرنامج الأممي إِلَى أَنَّ معدل انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء بَيْنَ العائلات اليمنية بلغ 57 فِي المِئَةِ خِلَالَ فبراير الماضي فِي المحافظات الواقعة تحت إدارة الحكومة اليمنية، وبزيادة قدرها 10 فِي المِئَةِ عَلَى أساس سنوي، وَذَلِكَ بِسَبَبِ تدهور أثمنة صرف العملة المحلية إِلَى أدنى مُسْتَوَى لَهَا عَلَى الإطلاق.

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *