إرادة ملكية بقبول استقالة حكومة الخصاونة

عمان – الرأي

قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، استقالة حكومة الدكتور بشر الخصاونة.

وَوَجَّهَ جلالة الملك رسالة إِلَى الدكتور الخصاونة، ردا عَلَى رسالة الاستقالة الَّتِي رفعها إِلَى جلالته، اليوم الأحد، فِيمَا يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزنا دولة الأخ الدكتور بشر الخصاونة، حفظه الله،

السلام عَلَيْكُم ورحمة الله وبركاته، وَبعْدَ،

أتوجه إليك ولزملائك الوزراء بتحية الاعتزاز والتقدير عَلَى مَا بذلتموه فِي خدمة الأردن الغالي.

أَمَّا وَقَد تقدمت وفريقك الوزاري بالاستقالة، فإنني أشكركم عَلَى جهودكم وحرصكم عَلَى القيام بالواجب طيلة فترة تحملكم أمانة المسؤولية.

لَقَدْ جاء تكليفكم برئاسة الحكومة خِلَالَ سنوات جائحة كورونا، الَّتِي تركت آثارا وتداعيات بالغة عَلَى الاقتصاد الوطني، وَكَانَ حرصنا الأكبر سلامة مواطنينا، وَأَن يبقى قطاعنا الصحي، كَمَا هُوَ دوما، فاعلا ومتماسكا، يقدم أفضل الخدمات للمواطنين. وَقَد عملت الحكومة، مشكورة، لاستكمال الجهود الوَطَنِية فِي هَذَا المجال.

كَمَا تمكنت الحكومة من استيعاب الآثار التضخمية الناتجة عَنْ الظروف الاقتصادية الدولية خِلَالَ السنوات الأخيرة، وَحِمَايَة المواطن من آثارها الصعبة، واتباع سياسة مالية حكيمة حافظت عَلَى الاستقرار المالي لتكون قاعدة سليمة للتنمية.

وَلَمْ تثننا هَذِهِ الظروف عَنْ المضي قدما فِي إطلاق مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، وَكَانَ للحكومة واللجان الَّتِي تشكلت بِهَذِهِ الخصوص دور أساسي فِي وضعها حيز التنفيذ، فَهِيَّ مشروع الدولة فِي مطلع مئويتها الثَّـانِيَة، ونحن عازمون عَلَى مواصلة تنفيذها، لخدمة الأردن وأهله.

فكانت الحكومة عِنْدَ مسؤوليتها الوَطَنِية فِي تبني التشريعات الَّتِي أقرتها اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وَالَّتِي جرت الانتخابات النيابية الأخيرة بموجبها، مثلما عملت الحكومة عَلَى إعداد البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وبدأت بتنفيذ خارطة طريق تحديث القطاع العام.

وأقدر لكم ولفريقكم الوزاري جهودكم فِي تحقيق تقدم ملموس فِي مشاريع حيوية متعددة، تمثلت فِي اتخاذ خطوات لِتَطْويرِ منظومة النقل العام مِنْ خِلَالِ استكمال الربط بَيْنَ مدينتي عمان والزرقاء، بالإِضَافَةِ إِلَى إبرام مذكرات تفاهم لمشروع السكة الحديدية، والسير فِي الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع الناقل الوطني للمياه، وتيسير إطلاق خدمات الجيل الخامس فِي الاتصالات.

وإنني إِذْ أقبل استقالتك، لأكلفك والحكومة بالاستمرار بتصريف الأعمال، وَذَلِكَ لحين تشكيل الحكومة الجديدة ومباشرة أعمالها.

لك ولزملائك الوزراء جزيل شكري وتقديري، وستبقى موضع الثقة، سائلاً الله العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم.

والسلام عَلَيْكُم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم

عبدالله الثاني ابن الحسين

عمان فِي 11 ربيع الأول 1446 هجرية

الموافق 15 أيلول 2024 ميلادية.

وَكَانَ الدكتور الخصاونة رفع إِلَى جلالة الملك رسالة استقالة حكومته تاليا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ تعالى “وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لِي من لدنك سلطانا نصيرا” صدق الله العظيم.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى، أعز الله ملكه وحفظه ورعاه وسدد عَلَى طريق الخير دوماً وأبداً خُطاه،،،

لَقَدْ شرفتني قبل نَحْوَ أربع سنوات بتشكيل ورئاسة الحكومة، وقبلها أكرمتني بشرف العمل بمعيتكم وبقربكم فِي بيت الأردنيين الديوان الملكي الهاشمي العامر لنحو سنتين مستشاراً لجلالتكم للسياسات ومستشاراً للاتصال والتنسيق، عاينت فِيهَا عَنْ كثب تفانيكم الكامل فِي العمل الدؤوب لرفع شأن بلدنا وتحسين مُسْتَوَى معيشة المواطن الأردني والحرص عَلَى كرامته ورفعة شأنه، ووصلكم الليل بالنهار بلا كللٍ وَلَا تعب لتسخير كل الفرص، والمكانة الرفيعة الَّتِي تحظون بِهَا لَدَى الأشقاء فِي العالم العربي وَعَلَى مُسْتَوَى العالم بفعل مصداقيتكم المتأصلة واستمساككم بأنبل الخصال وتجسيدكم لأرفع القيم الإنسانية وأجلها، بِمَا يعود بالنفع والخير عَلَى وطننا الحبيب وَعَلَى المواطن الأردني فِي مدن الأردن وقراه وبواديـــه ومخيماتــه جميعها، أمناً وأماناً واستقراراً وازدهاراً وتحويلاً للتحديات إِلَى فرص – رغم هول الخطـــــوب وعظم التحديات فِي منطقتنا – يعضدكم فِي ذَلِكَ ولي عهدكم الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يحفظه الله.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

وحينما شرفتني، جلالة سيدنا، بواجب وشرف ومسؤولية تشكيل ورئاسة الحكومة قبل أربع سنوات، أبيت كدأبك دوماً إلَّا أن تنصف مقدّمَاً حكومتكم المشكلة عِنْدَمَا تفضلت بالإشارة فِي كتاب التكليف السامي أن تشكيل هَذِهِ الحكومة يأتي فِي ظَرْفِ استثنائي لَمْ يشهد العالم لَهُ مثيلاً بفعل جائحة كورونا الَّتِي ضربت العالم بأسره.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

ولقد عملت الحكومة عَلَى هدي كتاب التكليف السامي، واجتهدت بِكُلِّ مَا استطاعت إِلَيْهِ سبيلاً لتترجم كتاب التكليف السامي ومضامينه إِلَى أفعال وتحقيق نتائج إيجابية فوفقها الله، وبدعمكم وما فطركم الله عَلَيْهِ من ملكة القيادة والحكمة وَبعْدَ النظر، لتسطير الكثير من المنجزات وتحقيق التوازن مَا بَيْنَ الجوانب الصحية المتعلقة بالتصدي لجائحة كورونا الَّتِي كَانَت منفلتة من عقالها حينذاك ورفع طاقات المستشفيات الاستيعابية بنسبة ثلاثمائة بالمائة والسعي لاستيعاب بعض الآثار الاقتصاديــة الَّتِي ترتبت حكماً عَلَى الإغلاقــات الكليــة والجزئيــة آنذاك ثُمَّ الفتح التدريجي والآمن للقطاعات الاقتصادية وَإِعَادَةِ العجلة الاقتصادية للدوران، والاستكمال الناجح لبرنامج التسهيل الائتماني الممتد مَعَ صندوق النقد الدَّوْلِي ثُمَّ إنجاز برنامج تسهيل ائتماني ممتد جديد مَعَ الصندوق لدعم الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية الَّتِي انطلقت من أولويات وطنية وصممت بعقول وأيادٍ أردنية، وما بَيْنَ البرنامجين تمكنا بحكمـــــة جلالتكـــــم وما تتمتعون بِهِ من حضور وموثوقية دولية من استيعاب الآثار التضخمية للأزمة الروسية -الأوكرانية.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

كَمَا تمكن الأردن بقيادتكم الحكيمة من تكريس وترسيخ المرتكزات الدستورية والتصدي الحازم والحليم والحكيم لمحاولات البعض للتجاوز المرفوض وطنياً لَهَا، وجرت انتخابات مجلس النواب التاسع عشر والانتخابات البلدية وانتخابات اللامركزية فِي مواقيتها الدستورية، ثُمَّ شرفتنا وأكرمتنا بمسؤولية وضع البرامج التنفيذية الأُوْلَى لرؤية التحديث الاقتصادي الَّتِي ترمي إِلَى مضاعفة نسبة النمو وتحقيق مليون فرصة عمل بنهاية فترة السنوات العشرة الَّتِي تغطيها الرؤية وَالَّتِي تنتهي عام ٢٠٣٣.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

لَقَدْ تمكنت الحكومة، بدعمكم الثابت ومتابعتكم الحثيثة من الوصول إِلَى مرحلة من المنعــة الاقتصاديــة والنقديــة الصلبــة عبرت عَنْ نفسها مِنْ خِلَالِ رفع التصنيفات الائتمانية للاقتصاد الأردني من قبل مؤسسات التصنيف الدولية “موديز، وستاندرد آند بورز” للمرة الأُوْلَى مُنْذُ نَحْوَ عقدين من الزمان فِي وقت خفضت ذات المؤسسات التصنيف الائتماني لأغلب الدول المستوردة للنفط فِي منطقتنا، ونجحنا فِي محاربة التهرب والتجنب الضريبي ورفع الإيرادات العامة بِدُونِ رفع الضرائب لِتَصِلَ نسبة تغطية إيراداتنا العامة إِلَى 90 بالمائة من نفقاتنا صاعدة من 80 بالمائة قبل نَحْوَ أربع سنوات تكريساً لمنهج الاعتماد عَلَى الذات، مثلما بلغ الاحتياطي النقدي بالعملة الصعبة لَدَى البنك المركزي الأردني رقماً قياسياً تاريخياً وصل إِلَى 20 مليار دولار أمريكي، واستطاع الاقتصاد الأردنــي عامـــــــــي 2022 و 2023 من استحداث نَحْوَ 89000 و 95500 فرصة عمل جلها فِي القطاع الخاص الَّذِي هُوَ شريك حقيقي كامل فِي مسار عملية التنمية فِي بلدنا الحبيب، وهذه الفرص تشكل أكثر من ضعف فرص العمل الَّتِي كَانَت تستحدث سنوياً من الأعوام 2010-2019.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

كَمَا باشرنا بإصلاحات هيكلية فِي قطاع الطاقة بإعادة هيكلة تعرفته وتوجيه الوفر مِنْهُ لتخفيض كلف الطاقة عَلَى القطاعات الإنتاجية، وَإِعَادَةِ هيكلة تعرفة المياه وترشيد الفاقد والسيطرة عَلَيْهِ وإنفاذ القانون وسيادته عَلَى كل المخالفين فِي هذين القطاعين، ووضعنا نصب أعيننا العمل عَلَى إحداث قفزة نوعية فِي تحسين البيئة الاستثمارية، وأقرت تشريعات متقدمة تشجع الاستثمار وتوسع آفاق استقطابه، وتحفز البيئة الاستثمارية، والمنافسة والشراكة بَيْنَ القطاع العام والقطاع الخاص، وكَذَلِكَ تحديثات فِي قانون الشركات والملكية العقارية والعمل، وآتت هَذِهِ الإجراءات أكلها مِنْ خِلَالِ التقدم المحرز فِي مشروع الناقل الوطني للمياه فأصبح لدينا مقاول مفضل اختارته لجنة العطاءات الخَاصَّة وتتعامل مَعَهُ بهدف أن يبدأ هَذَا المشروع الحيوي لأمن المياه وَالَّذِي يضعنا استراتيجياً عَلَى مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي فِي تزويد المياه عام 2029، وَتَمَّ قبل أيام التوقيع عَلَى وثائق مشروع استثماري مَعَ دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لإنشاء خط سكة حديد يربط ميناء العقبة بمناطق تعدين الفوسفات والبوتاس فِي جنوب الأردن وليشكل قاعدة لشبكة سكة حديد وطنية وإقليمية، وبالقطع فَإِنَّ مشروعي الناقل الوطني وسكة الحديد وما وصلا إِلَيْهِ من مراحل متقدمة يؤشران بوضوح عَلَى ثقة المستثمرين الدوليين وَمِنْ الدول الشقيقة بالبيئة الاستثمارية فِي الأردن وأمنه وأمانه وسلامة استثماراتهم فِيهِ، وَهِيَ ثقــة مستمدة فِي جذرها وأساسها من الثقــة العاليــة الَّتِي تتمتعــون بِهَا جلالتكم عربياً ودولياً والمصداقية العالية لكم وَالَّتِي فتحت الأبواب لحكوماتكم عَلَى مصراعيها للبناء عَلَيْهَا.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

لَقَدْ باشرت الحكومة أيضًاً وبالتعاون مَعَ مجلس الأمة بتبني تشريعات مهمة فِي مجال الأمن السيبراني وَحِمَايَة البيانات الشخصية وتحسين بيئة العمل، وتمكين المرأة واستكمال وتشغيل المرحلة الأُوْلَى للباص سريع التردد فِي عمان واستكمال وتشغيل الباص سريع التردد مَا بَيْنَ عمان والزرقاء، مثلما سعت بدأب عَلَى تَجَاوز تعثر بعض المشاريع الاستثمارية عبر تدخلات محسوبة، فَضْلًاً عَنْ تعديل التشريعات بِشَكْل يمنع حبس المدين ويرفع الحماية الجزائية عَلَى الشيكات تدريجياً، ومضت الحكومة قدماً فِي نهجكم الحكيم بالمحافظة عَلَى احتياطيات استراتيجية آمنة توفر اكتفاءً ذاتياً للسلع الأساسية كالقمح والشعير لمدة عام، والسلع الأساسية الأخرى لمدد آمنة تتجاوز المعيار الدَّوْلِي الآمن المتعارف عَلَيْهِ. جاء هَذَا كله فِي وقت لَا تَزَالُ دول كبرى واقتصاديات كبيرة لَمْ تتعافَ بعد من تداعيات جائحة كورونا والآثار التضخمية للأزمة الأوكرانية وَفِي ظل رفع أثمنة الفائدة المتكرر وغير المسبوق من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لما يقرب من عامين، وتمكنا، بقيادتكم الحكيمة ومكانتكم الدولية والإقليمية الرفيعة من تحقيق الكثير وبذات الأهمية من تجنيب بلدنا وشعبنا مخاطر اقتصادية وخيمة وعميقة عَلَى المديين المتوسط والبعيد فِيمَا لَا قدر الله لو ارتكنا إِلَى منطق الشعبوية ومنهجية ترحيل التَعَامُل مَعَ التحديات والاستحقاقات.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

كَمَا تصدى وتعامل بلدنا الغالي، وبما أنعم الله بِهِ عَلَيْهِ من ملك ملهم وقائد فذ مستمسك بأسمى المبادىء وقيم العدالة ومجسداً لأنبل المثل والقيم الإنسانية والبشرية، للعدوان الإسرائيلي الآثم والمستمر عَلَى أهلنا فِي قطاع غزة والضفة الغربية والجرائم الَّتِي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي خرقاً للقانون الدَّوْلِي والقانون الإنساني الدَّوْلِي والقيم البشرية والإنسانية، ولقد كَانَ وما زال لمواقفكم المبدئية والشجاعة والحاسمة مَعَ الدول المؤثرة والمجتمع الدَّوْلِي الأثر الأبرز فِي تَغْيير لهجة ومنهجية هَذِهِ الدول إزاء هَذَا العدوان الإسرائيلي المشين والغاشم، وَفِي تركيز الجهد الدَّوْلِي عَلَى مسعى الوصول إِلَى وقف مستدام لإطلاق النار وفتح جميع المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية بِشَكْل مستدام إِلَى أهلنا فِي غزة وتركيز انتباه العالم عَلَى تصاعد عنف المستوطنين فِي الضفة الغربية المحتلة ومحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المحمومة لتغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني فِي الحرم القدسي الشريف/ المسجد اَلأَقْصَى المبارك الَّذِي تتولون جلالتكم باقتدار مسؤولية وواجب وصايته فِي إِطَارِ الوصاية الهاشمية التاريخية عَلَيْهِ، وَالَّتِي حمته وصانته باقتدار وَالَّتِي باتت تتطلب – بفعل التصاعد المنهجي والمكثف والمحموم والمرفوض للمتطرفين فِي إسرائيل وَمِنْ ضمنهم بعض المسؤولين والساسة هُنَاكَ فِي استهدافـــه سعياً لتغيير الوضع القائــم التاريخـــي والقانونــي فِيهِ – إسناداً عربياً وإسلامياً ومسيحياً ودولياً يحمي جهودكم الجبارة فِي الذود عَنْ المقدسات الإسلامية والمسيحية فِي القدس الشريف.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

ستتذكر الأجيال بفخر مواقفكم المبدئية المساندة للحق الفلسطيني ووقفاتكم البطولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي الغاشم عَلَى قطاع غزة وَفِي الضفة الغربية المحتلة، وتواجدكم شخصياً عَلَى متن طائرات سلاح الجو الملكي الأردني مشاركا فِي الإنزالات الجوية الإغاثية رغم المخاطر الجسيمة لَهَا، مثلما يعتز شعبكم بقيادتكم لجهود محاولة تنسيق المساعدات الإنسانية الدولية والضغط لفتح المعابر، وحقيقة أن خط المساعدات الإنسانية من الأردن لأهلنا فِي غزة هُوَ ثالث أكبر عملية مساعدات إنسانية فِي التَارِيخ المعاصر وَمِنْ هُنَا يَتَعَيَّنُ عَلَى العالم بأسره أن يدعم هَذَا الخط الإغاثي، وَأَن يبادر من فوره إِلَى حشد الجهود لإنجاز وتجسيد حل الدولتين الَّذِي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة عَلَى خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام مَعَ دول وشعوب المنطقة كافة، وبغياب تجسيد حل الدولتين هَذَا فعلا وواقعــا، وكما نبهتــم وحذرتــم جلالتكــم مرارا وتكرارا، فلن تنعم هَذِهِ المنطقــة بالاستقرار والأمن وستظل خاصرة رخوة تهدد الأمــن والسلم الدوليين وسنبقى نراوح مَا بَيْنَ هدنٍ وحروب لَنْ تضع أوزارها دون تجسيد حل الدولتين، وواهم من يعتقد بِأَنَّ استقراراً أَوْ تكاملاً إقليمياً قابل للتحقق بغيابه أَوْ محاولة الالتفاف عَلَيْهِ، كَمَا تنبهون جلالتكم دوماً.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

وَفِي مجال تحديث القطاع العام وتطويره، باعتبار هَذَا المسار من مسارات الإصلاح والتحديث الشامل، يشكل رافعة مركزية ومدماكاً لمساري التحديث الاقتصادي والسياسي، فلقد اجتهدت الحكومة بوضع خارطة لتحديث القطاع العام أعدتها لجنة من ذوي الخبرة والاختصاص وباشرت بتنفيذ برنامجهــا التنفيــذي الأول بتشاركيـة وتفاعلية واسعة مَعَ مختلف القطاعات وَفِي محافظات المملكة كافة عبر حوارات معمقة، استهدفت أن تكون المخرجات الوصول إِلَى قطاع عام ممكن وفعال محوره خدمة المواطن والتيسير عَلَيْهِ وتبسيط الإجراءات والمضي قدماً وبخطى حثيثة فِي عملية التحول الرقمي وأتمتة الخدمات الحكومية وإدخال والبدء بتشغيل خدمات الجيل الخامس وأتمتة حوالي 1400 خدمة حكومية، وإنشاء وحدة للتحول الرقمي فِي رئاسة الوزراء والتيسير عَلَى القطاع الخاص والتعامل مَعَهُ كشريك فاعل فِي عملية البناء الوطنــي وتجويد الثقافــة المؤسسيــة ورفــع الإنتاجية والتأهيل للموظف العام وبناء قدراته وترسيخ مبدأ التنافسية واعتماد معايير الكفاءة للتقدم الوظيفــي واعتماد مبدأ الثواب والمحاسبــة عَلَى التقصير، وَتَمَّ تأسيس هيئــة الخدمة والإدارة العامة لتحل محل ديوان الخدمة المدنية بدور إشرافي ورقابي جديد يعيد للوزارات مركزية التعيين المعتمد عَلَى مبدأ التنافس والقدرة، مَعَ التَعَامُل التدريجي مَعَ مخزون الديوان لننتقل كلياً إِلَى مبدأ التعيين التنافسي بحلول عام 2027.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

كَمَا أنشئت مراكز للخدمات الشاملة فِي عَدَدُُ مِنَ المحافظات أثبتت التغذية الراجعة رضا كَبِيرًا من المتعاملين مَعَهَا عَنْ مُسْتَوَى وسرعة وجودة واتساع خدماتها، والمستهدف تعميم هَذِهِ المراكز لتغطي محافظات المملكة جميعها، مثلما أولت الحكومة وبهدي توجيهات جلالتكم المستمرة ومتابعتكم الحثيثة إصلاح قطاع التَّعْلِيم بشقيه الأكاديمي والمهني والتقني جل عنايتها، وباشرت بتنفيذ خطط تطوير امتحان الثَّانَوِيَة العامة ليواكب متطلبات العصر ومسار التَّعْلِيم والتدريب المهني والتقني لِإِعَادَةِ الألق لَهُ وتعزيز جاذبيته وتطوير البرامج التدريبية فِيهِ لتكون موجهة بتخصصات ومهارات يحتاجها ليس فَقَطْ السوق المحلي وإنما الأسواق الإقليمية والدولية أيضًا وأقرت الحكومة نظام إدارة الموارد البشرية الَّذِي يكافىء المجدّ.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

وَفِي مسار التحديث السياسي، تمَّ إقرار قانون جديد للانتخاب وقانون جديد للأحزاب السياسية وتعديلات دستورية ضرورية لتنمية الحياة الحزبية البرامجية المتدرجة والمستندة إِلَى الأولويات والخصائص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأردن ضمن منظومة توصيات توافقية شاملة للجنةٍ ملكية للتحديث السياسي مُثلت فِيهَا كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الثري والمثري فِي الأردن، وصدعت الحكومة لتوجيهكم السامي بدعم وإسناد الهيئة المستقلة للانتخاب فِي أداء دورها الدستوري واختصاصها الحصري فِي الإشراف عَلَى الانتخابات النيابية وإدارتها لمجلس النواب العشرين.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية،،،

وعملت الحكومة بدأب عَلَى دعم قواتنا المسلحة الباسلة/ الجيش العربي درع الوطن وسياجه المنيع ومصدر فخر جلالتكم والأردنيين وأجهزتنا الأمنية الباسلة العيون الساهرة عَلَى نعمة أمننا وأماننا الَّذِي يغبطنا عَلَيْهِ كل صديق، فِي سياق أوامركم السامية لحكوماتكم دوماً بعمل كل مَا هُوَ ممكن للنشامى من منتسبي جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية ورديفهم من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى.

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية يحفظه الله ويرعاه،،،

أَمَّا وَقَد أُنجزت محطة الانتخابات النيابية لمجلس النواب العشرين قبل أيام بنجاح ونزاهة مطلقة أتت كنتاج لتوجيهاتكم الحاسمة بِأَنَّ تكون كذلك، وَبعْدَ مَا يقرب من سنوات أربع تشرفت فِيهَا برئاسة حكومتكم، لَمْ تضنوا علينا فِيهَا بدعمكم وتوجيهكم لما فِيهِ الخير لبلدنا وشعبنا، وما تحقق من نجاحات وفقنا الله فِيهَا كنتاج لقيادتكــم الحكيمــة وتفانيكــم الَّذِي لَا ينضب فِي العمل عَلَى خدمة الأردن والأردنيين ، وفتحكم للأبواب لنا بِمَا تتمتعون بِهِ من مكانة إقليمية ودولية رفيعة كقائد فريد واستثنائي، وما اجتهدنا نحن فِيهِ وأصبنا نسأل الله أن نؤجر عَلَيْهِ مرتين، وما اجتهدنا فِيهِ وجانبنا التوفيق نسأل الله تعالى أن نؤجر عَلَى سعينا فِيهِ واجتهادنا مرة، وارتكازاً إِلَى تقاليدنا السياسية العريقة والمستقرة فإنني أرفع وزملائي الوزراء اللَّذِينَ تشرفت بالعمل بمعيتهم إِلَى مقامكم السامي استقالة الحكومة، شاكرين لجلالتكم دوماً عَلَى ثقتكم ومعاهدين الله جلت قدرته أن نظل جنودكم الأوفياء والمخلصين دوماً لسرمدية القسم الَّذِي أديناه بَيْنَ يديكم الكريمتين عِنْدَمَا شرفتنا بأمانة المسؤولية، والموالين أبداً لجلالتكم ولصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهدكم يحفظكم الله، والمؤمنين بحق بأنه بقيادتكم الفذة والاستثنائية وتفانيكم اللامتناهي فِي خدمة وطننا الغالي يعضدكم ولي عهدكم الأمير الحسين يحفظه الله ومحبــة شعبكــم الصادقــة وإيمانه بقيادتــه ووطنــه واعتزازهم باستمساككم بأنبل القيم وأنقى المثل والمبادئ، بِأَنَّ مسيرتنا ستكون دوماً مظفرة بإذن الله ومستقبلنا مشرق بعونه تعالى.

وأتضرع إِلَى الله تعالى أن يحفظ جلالة سيدنا دوماً بحفظه، وَأَن يكلأكم وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وأسرتكم الكريمة بعين رعايته، وَأَن يحفظ الأردن بقيادتكم الملهمة وطناً حراً عزيزاً أبياً شامخاً، وَأَن يحفظ شعبه الطيب الأصيل.

والسلام عَلَيْكُم ورحمة الله وبركاته.

المخلص لجلالتكـــــــــم دوماً

الدكتور بشر هاني الخصاونة

عَنْ الموقع

ان www.zoom32.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع المالية والاقتصادية وَكَذَا اعلانات الوظائف,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية الادارية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها الباحث عَنْ فرص الاستثمار سَوَاء كَانَت فِي ارض الواقع او عبر الانترنت ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِاي مؤسسة مالية.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي zoom32.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير zoom32.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *